على الرغم من أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تكفلت بضمان التفوق التكنولوجي للجيش الإسرائيلي بين دول الشرق الأوسط وإحلاله مكانه مرموقة بين دول العالم تكنولوجيا ونوعياً، إلا أنها وقفت عاجزة أمام بعض القضايا التي تفجرت في الجيش الصهيوني ولوحظت في الفترة الأخيرة بقوة. والجيش الإسرائيلي يسير في طريقان متناقضان الأول هو تقدم علمي هائل في جوانب المعدات والتسليح العسكري، والثاني هو خلل وتراجع في العنصر البشري الذي يخدم بالجيش حيث سنوياً يتم إدخال أحدث الأسلحة العالمية وأكثرها تطوراً نظراً لمعانته من نقص التعداد البشري وعدم كفاءته وتأهيله لتأدية مهامة. فأما عن العنصر البشري فإن الجيش الإسرائيلي يعاني من عدة مشاكل يتصدرها إنتشار عمليات الإغتصاب والعلاقات الجنسية في القواعد العسكرية نظراً لتجنيد الفتيات بالجيش وتفاقمت هذه المشكلة كثيراً حتي إنها لم تقتصر علي الجنود بعضهم البعض بل وصلت لدرجة إغتصاب القادة أو إقامتهم لعلاقات جنسية مع المجندات اللائي يخدمن تحت إشرافهم. في آواخر العام الماضي كشف الإعلام الصهيوني عن قضية متورط بها عميد بالجيش الإسرائيلي يدعي "عاطف زاهر" حيث إغتصب حوالي 9 مجندات في الفترة ما بين 2007 وحتى عام 2011 وتم تجريدة من رتبته العسكرية وحكم عليه بالسجن 15 عاماً، أما عن حالات الشذوذ فقد برز في قضية العميد "آفي مزراحي" قائد سلاح المظلات السابق حيث كان يوزيع مشروب به مادة مخدرة على الجنود وبعد أن ينام الجنود كان يتسلل إلي خيامهم ويفعل فعلته الدنيئة معهم، وإعترف في التحقيقات أنه مارس الشذوذ مع 15 الف جندي صهيوني. ثاني أكبر المشاكل التى يعاني منها الجيش الإسرائيلي هي زيادة حالات الإنتحار بين صفوف المجندون بالجيش الصهيوني، وإرتفعت هذه الحالات في العقد الأخير بصفة خاصة، حيث كشف تقرير صدر عن الإحصاء والقوي العاملة بالجيش الإسرائيلي أن حالات الإنتحار وصلت في العشر سنوات إلي 237 حالة، بمعدل 24 جندي كل عام ورغم بذل الكيان الصهيوني كل السبل لخفض هذه الظاهرة إلا إنه لم ينجح في القضاء عليها حتي الآن. المشكلة الثالثة هي عملية تداول المخدرات والإتجار بها في القواعد العسكرية الاسرائيلية خاصةً الحدودية، حيث تفجرت هذه القضايا منذ فترة وبرزت في تحقيقات الشرطة العسكرية في آواخر شهر يونيو الماضي، حيث قام 12 جندي يعملون على الحدود المصرية الإسرائيلية تابعين لوحدة "مجن" بتجارة المخدرات ومساعدة المهربين عن طريق الكشف عن نقاط التفتيش الأمنية وحسب الشرطة العسكرية الصهيونية فإن هؤلاء الجنود تربحوا من التجارة بالمخدرات حوالي 800 ألف شيكل. ويبقي أخيراً عدم تأهل الجندي الإسرائيلي حتي وقيادته لخوض أي معركة قادمة والدلائل علي ذلك كثيرة، ربما شوهدت في الأيام الأخيرة بكثافة حيث رأينا الجنود الصهاينة المجهزون بالعتاد والسلاح يفرون هرباً من أمام الطفل الفسطيني الذي يمسك بحجر، مما أصاب قادة الكيان المحتل بالرعب والفزع، كذلك في شهر مايو الماضي وجه 15 قائد من ضباط الإحتياط رسالة إلى رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" ووزير الدفاع "أيهود باراك" ورئيس الأركان "بيني جانتس" يشكون من عدم إستعدادهم لخوض أي معركة قادمة، نظراً لتقصير وزارة الدفاع نحوهم في منظومة تدريبهم وتقليص الميزانيات المخصصة لتسليحهم وتوفير الذخيرةلعمليات التدريب. Comment *