لأكثر من 6 عقود، وأهالي النوبة بعيدون عن أرض أجدادهم التى أغرقها النيل خلف السد العالي. وطوال تلك السنوات وأهالي النوبة يطالبون بالعودة إلى أراضيهم على ضفاف بحيرة ناصر دون استجابة من حكومات متعاقبة خلال عهود عبد الناصر والسادات ومبارك. وحتى بعد ثورة يناير، تاهت مطالبهم فى زحام الأزمات والأحداث المتلاحقة. محمد العمدة، نائب مجلس الشعب المنحل، عن دائرة أسوان، أشار إلى قرارات اتخذها رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور عصام شرف، تتمثل في إنشاء هيئة عليا لإعمار ضفاف بحيرة ناصر وقرى النوبة القديمة، وقد أسعد أهالي النوبة هذا القرار باعتبار أن العودة لقرى النوبة القديمة، أمل عاشوا في انتظاره طويلاً، مشيراً إلى أن إنشاء هيئة عليا لإعمار ضفاف بحيرة ناصر سوف يعود بالخير على مصر، لأن الأراضي على ضفاف البحيرة، حسب وصفه، تعادل ثلث مساحة مصر، وهي أراضي خصبة صالحة للزراعة، وستتيح فرص العمل لكثير من المصريين، وتحل أزمات مصر من الغذاء. وأضاف العمدة، أن المطلوب الآن من دكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، هو تنفيذ تلك القرارات التي ستسعد أهالي النوبة المهجرين كثيراً. وقد أكد الناشط النوبي منير بشير، ما قاله العمدة، بخصوص مطالب أهالي النوبة، خصوصا فيما يتعلق بإصدار قرار من رئيس الجمهورية، بإعادة توطينهم على ضفاف بحيرة ناصر، وتشكيل الهيئة العليا لتنمية ضفاف البحيرة وجنوب السد. ولم ينس بشير الإشارة إلى الثقافة النوبية والتراث النوبي، فطالب بإعادة الاهتمام بالحضارة والثقافة النوبية التي طمست على مدار 30 عاماً من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، واصفاً الحضارة النوبية بالعريقة، وأنها من أقدم الحضارات على مر التاريخ، فالنوبة كما يقول بشير، قضية مصرية مصيرية، لشعب لا يطلب إلا بحقه بعد سنوات طويلة من التهجير والتهميش.