دعت جمعية تجار صيدا وضواحيها إلى إغلاق المحلات والمؤسسات التجارية والحداد على أرواح الأبرياء الذين سقطوا في اشتباكات الأمس. وفي بيان صادر عنها استنكرت ما حدث في صيدا أمس، مشددة على أن المدينة كانت وما زالت وستبقى مدينة العيش الواحد والمنفتحة على كافة أطيافها. بينما نفى أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد - في بيان له - أي صلة للتنظيم بالاشتباك في منطقة تعمير عين الحلوة، مؤكداً أن "أنصار الشيخ أحمد الأسير قاموا بالاعتداء على سكان المنطقة الذين لجؤوا إلى الدفاع عن أنفسهم"، معتبراً أن هناك من يصر على افتعال المشاكل في صيدا وإغراقها في حمام دم. ورأى سعد أن هناك ضرورة لأن تبادر الدولة إلى التحرك بسرعة، وألا تكتفي بالتفرج على مشهد الدم والفتنة في صيدا"، داعياً إلى "اتخاذ إجراءات أمنية مشددة تستمر لفترة طويلة من الزمن، وإلى عدم التساهل مع مثيري الفتنة ومريقي الدم"، داعياً أيضاً إلى "إعلان حالة طوارئ أمنية في صيدا، معتبراً أن الوضع في المدينة أكثر دقة وحساسية من وضع طرابلس، ففي صيدا تنوُّع ديني ومذهبي وسياسي كبير، سواء في داخلها أو في جوارها الشرقي والجنوبي والشمالي، وفيها ممر وطريق بالغا الأهمية، وفيها أيضًا مخيم عين الحلوة الذي يحوي كل التنوع الفلسطيني. وقال سعد: إذا لم تبادر السلطة إلى اتخاذ إجراءات مشددة وعاجلة، ستفلت الأمور، ولا يعود بإمكان أي كان عندئذٍ أن يلجمها. وأكد وزير الداخلية مروان شربل من صيدا أنه لا حصانة لأحد، وأنه لا وجود للأمن بالتراضي بعد الآن، مشيراً إلى أن الجيش أُبلِغ تعليمات واضحة من قيادته تقضي بإطلاق النار على كل من يحمل السلاح. وردًّا على سؤال، قال: السلاح موجود مع كل اللبنانيين. داعياً للجلوس على طاولة الحوار. ونفى أن يكون قد تحدث مع الشيخ أحمد الأسير بالأمس، موضحاً أنه كان قد طلب من حزب الله إزالة بعض الأعلام، والحزب تجاوب مع هذا الطلب. وكان شربل قد أكد في حديث تليفزيوني أن ما حصل أمس في صيدا لم يكن وليد اليوم، والأمور كانت تُسعَّر منذ أول أمس، "ولكن الأمور تطورت خلال النهار"، لافتًا إلى أنه "يتابع الملف متابعة دقيقة وحثيثة". وتمنى وزير الداخلية ألا تبدأ المشكلة في صيدا مثلما بدأت عام 1975، مشيراً إلى أنه طرح في اجتماع مجلس الأمن الفرعي في صيدا أن تكون هناك منطقة عسكرية بإمرة الجيش اللبناني، وأن يتم وضع حواجز أمنية، ويكون التنسيق الأمني محصوراً بوحدة معينة في صيدا؛ "لأننا لا نريد فتنة بين المجموعات، بل علينا الحفاظ عليها، والجميع يعي هذا الموضوع". فيما أشارت قيادة الجيش - مديرية التوجيه - إلى أنه "إثر الحادث الأمني الذي حصل في محلة تعمير عين الحلوة - صيدا بين عناصر مسلحة، وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص أحدهم من التابعية المصرية، وإصابة ستة آخرين بجروح، تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، والتي تم تعزيزها بوحدات إضافية، حيث فرضت طوقًا أمنيًّا حول مكان الحادث، وباشرت بتسيير دوريات راجلة وإقامة حواجز تفتيش وملاحقة المسلحين". وأضافت في بيان أن "قوى الجيش تستمر في تنفيذ عمليات دهم لتوقيف مطلقي النار في صيدا، وتحذر بأنها لن تتهاون مع أي محاولة للإخلال بالأمن وإثارة الفتنة، وأنها ستتعامل بكل حزم وقوة مع المظاهر المسلحة لأي جهة انتمت". في حين وردت أخبار عن إطلاق نار بالقرب من مسجد بلال بن رباح في عبرا أثناء إلقاء الشيخ أحمد الأسير كلمة فيه. وتوجهت عناصر من الجيش اللبناني إلى المكان لفض الاشتباك. دعت جمعية تجار صيدا وضواحيها إلى إغلاق المحلات والمؤسسات التجارية والحداد على أرواح الأبرياء الذين سقطوا في اشتباكات الأمس.