تحدث الناقد الدكتور محمد بدوي عن مستقبل الثقافة في مصر في لقائه بجمهور معرض تونس الدولي للكتاب، الذي تحل عليه مصر ضيف شرف هذا العام، وأدار اللقاء الشاعر آدم فتحي. ذكر بدوي أن هناك قلقًا عميقًا يجتاح المثقفين والمبدعين العرب، وأقصد هؤلاء من ينتجون المعرفة، تجتاحهم نوبات شديدة من القلق على الإبداع، هذا القلق على مستقبل الثقافة أتصور أننا لا نواجهه بمستوى جيد من الجرأة، فالمفكر عمله أن يستأنف الأسئلة التي بدأ الناس إجابتها إجابات بديهية، وهذه إشكالية قديمة في الجنس البشري، وتجلت جذورها عميقة جدًّا، وأصبحت إشكالية شديدة التعقيد. وأضاف بدوي: "لا يستطيع المبدع أن يخترق القيم السائدة، حتى لو كان في قصة أو رواية، وعند ترجمة النص كان يحذف بعض الجمل، ولذلك الثقافة أضعف حلقات المجتمع العربي، ولهذا أضعف الحلقات هو مبدأ الحرية، والخطأ الأساسي هنا أننا نعرض الفن لمعيار الصدق والكذب بالمعنى الأخلاقي"، وفي رواية مثل "أولاد حارتنا" نجد الفقيه يعترض على نجيب محفوظ لأنه ارتكب خطيئة، وهي عمل الفن وإدخال شخصية مقدسة في سياق الحياة من خلال الرواية، والخطأ الذي ارتُكب هنا هو الصراع التقليدي بين ما هو ديني وما هو دنيوي، بين السياسي والمقدس، وما هو ديني وما هو علماني، والمشكلة أن الفضاء الذي تم فيه الصراع بين الديني والسياسي سيتقلص للسياسة ليتصارعا في النهاية صراعًا سياسيًّا وليس له علاقة بالقيم. Comment *