اهتمت الصحف العالمية باختيار البابا الجديد أل 118 للكنيسة الأرثوذكسية المصرية، معتبرين أن هذا الحدث يمثل فصلا جديدا في العلاقة بين المجتمع المسيحي القبطي وبين القيادة الإسلامية الجديدة للدولة المصرية وأن الزعيم الجديد للكنيسة سيواجه تحديات أكثر صعوبة من تلك التي واجهها سلفه، البابا شنودة الثالث. وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية قالت أن الكثير من المسيحيين الأقباط، الذين يشكلون نحو 10% من 83 مليون نسمة في مصر، يتطلعون إلى الأنبا توا ضروس، الذي تم إعلان اسمه أمس ليكون البابا الجديد للكنيسة القبطية، لملء الفراغ في قيادة الكنيسة المصرية بعد وفاة البابا شنودة الثالث، الذي قاد الكنيسة لمدة 40 عاما. وأضافت الوكالة أن البابا الجديد سوف يواجه تحديات أكثر صعوبة من تلك التي واجهت البابا شنودة مع الصعود السياسي المتزايد للتيارات الإسلامية. وأشارت الوكالة إلى أن المسيحيين في مصر شكوا طويلا من التمييز من قبل الدولة والأغلبية المسلمة في البلاد ، وبعد صعود الإسلاميين إلى السلطة، يشكو المسيحيون الأقباط من أن التمييز والاضطهاد والاعتداءات البدنية عليهم قد زادت من قبل المتطرفين الإسلاميين، بالإضافة إلى أن احتمالية فرض دور أقوى للشريعة الإسلامية في التشريعات يزيد قلق المجتمع المسيحي بشأن مزيد من التهميش أو تقييد حقوقهم في العبادة والتعبير. وذكرت الوكالة الأمريكية أن البابا شنودة الثالث كانت مهمته الرئيسية محاولة المرور بمجتمعه المسيحي القبطي عبر العقبات التي تواجه المسيحيين الأقباط في مصر، في حين أن البابا الجديد سيتعين عليه أن يسير في خط رفيع لتمثيل اهتمامات ومخاوف المجتمع القبطي للحكومة دون أن يصبح أداة للنظام من جهة أو يستعدي حكام مصر من جهة أخرى، وهذا كله مع حفاظه على الاحترام من قبل أتباعه. ومن جانبها قالت صحيفة الجارديان في تقرير لها أن الأنبا تاوضروس سيكون عليه تحقيق التوازن بين مراعاة الأغلبية المسلمة مع تعزيز مصالح الأقلية المسيحية وسط تصاعد التوترات، مشيرة إلى أن سلفه –البابا شنودة- كان دائما يتخذ خط متماشي مع خط الدولة، حيث كان يرى أنها الحصن الوحيد ضد زيادة التطرف الإسلامي وزيادة التوترات الطائفية مما أدى في كثير من الأحيان خاصة خلال فترة الثورة والمرحلة الانتقالية العسكرية التي أعقبتها إلى انتقادات كبيرة من داخل المجتمع المسيحي القبطي وغضب من القوى الثورية بسبب صمت البابا. وفى السياق ذاته، أعدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا تؤكد فيه أن اختيار قائد جديد للكنيسة المصرية يمثل فصلا جديدا في العلاقة بين المجتمع المسيحي في مصر وبين القيادة الإسلامية الجديدة للدولة. وقالت الصحيفة الأمريكية أنه على مدى 30 عاما من حكم حسنى مبارك، الذي انتهى العام الماضي، تمتع الأقباط بحماية الدولة في مقابل عدم الانخراط السياسي ضد نظامه الاستبدادي. لكن على الرغم من تنامي التوتر الطائفي والطابع الإسلامي للدولة المصرية على نحو متزايد، فإن البابا المقبل سيحكم مجتمع مسيحي أكثر استقلالية، حيث أن الأقباط ينظرون الآن إلى الكنيسة كمصدر الهوية دينية أكثر من كونها مصدر للحماية. وأضافت وول ستريت جورنال أنه على الرغم من حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن القيادة الإسلامية الجديدة لمصر، إلا أن المجتمع المسيحي القبطي الأوسع يبدو أنه رحب بهذه الخطوة الانتقالية في قيادة الكنيسة، وحتى الناشطون الذين يطالبون بصوت سياسي أكثر قوة للأقباط يقولون أن الكنيسة كمؤسسة ينبغي أن تظل بعيدة عن السياسة. Comment *