رغم انتمائه لأسرة ثرية ممن يطلقون عليهم "علية القوم" وتعليمة في مدارس الفرير والليسية الفرنسية وأصوله اللبنانية سورية الجذور ، إلا انه إختياره كان للكادحين والفقراء وهمومهم وتراثهم الذي تجلى في انتاجه الشعري الغزير، إنه رائد شعر العامية وشاعرها الأول في مصر فؤاد حداد الذي تمر ذكراه هذه الأيام حيث ولد في 28 أكتوبر1928 وتوفي في 1 نوفمبر 1985 . كانت لديه منذ الصغر رغبة قوية للمعرفة والإطلاع على التراث الشعري الذي فوجده في مكتبة والده الدكتور سليم بك حداد، واثقله إطلاعه على الأدب الفرنسي واتقانه للايطالية والاسبانية الى جانب الفرنسية . نهل من الفكر العربي والشعر العربي فكان شديد الصلة بالقدامى والمحدثين وكان يحفظ القصائد الأم عن ظهر قلب وتأثر كثيرا بالشاعر الكبير بيرم التونسى. والذي قال عنه " لا احد أشعر من فؤاد حداد".جمع حداد بين الكثير من الاشياء التي تبدو عند البعض منتاقضات ولكنها من تراث فكري واحد اعتنق الاسلام وانحاز الى الشيوعية وكان شديد التعمق فى التراث الشعبى والصوفى ، وفى الوقت نفسه كان شديد القرب من الثقافة الأوربية .وترى هذه التركيبة وقد خلقت وطنياً مخلصا لمصريته وعروبيته.عندما كانت اشعاره وقصائده تدهش الكبار من الشعراء ببساطتها وبما تحويها من معجون التراث والاسطورة والواقع والهموم التي تلمس المهمشين والفقراء ، استطاع ايضا الوصول الى ابسط البسطاء فيعرفونه بالمسحراتي .كان الموال شائعا فى أشعاره مثل "أدهم الشرقاوى" و"حسن المغنواتى". وبذكاء شديد مزج الموال بالتاريخ خاصة فى أعمال المقاومة ضد الاستعمار والاضطهاد وغيره أملا فى شحذ الهمم وايقاظها، وكان هذا النوع من الشعر الأقرب الى قلوب المصريين . وأطلق عليه الجميع فنان الشعب.من أشهر قصائده: سلام، وحسن أبو عليوة، الاستمارة، الكحك، النسمة هلت، والله زمان، يا هادي، بعلو حسي، افتح يا سمسم، في الغيط نقاية، عنتر، ألف باء، هلال، حرفة هواية، التبات والنبات، دواليب زمان، على باب الله، الأرض بتتكلم عربى. ونذكر من الدواوين : ميت بوتيك، ويا أهل الامانة، أيام العجب والموت، ويوميات العمر الثاني – ديوان أم نبات وغيرها..كانت نتيجة اشعاره تلك ومواقفه السياسية السجن في ثلاثة عهود من الملكية مرورا بجمال عبد الناصر الى السادات عام 1950 و1953 و1956، وكانت الفترة التى قضاها فى المعتقل عام 1959 هى الأطول على الإطلاق، خمسة سنوات أعقبتها دواوين مختلفة من شعر العامية بدأت "بالدبة" و"البغبغان" و"الثعبان"، ثم أعقبها ديوان "المسحراتى" الذى رسم به "حداد" الطقوس الرمضانية التى تحمل اسم مصر. رحل فؤاد حداد فى الأول من نوفمبر عام 1985 مخلفا ورائه تراثا وإبداعاً نادرا كان له ابلغ الأثر فى الأدب المصرى خاصة وفى الشعرء العامي ستظل باقية .تجذرت موهبة وابداع حداد لتسري في دماء أبناءه واحفاده ايضا، شعراء لكل منهم مذاقه الخاص فنرى ابن حداد ، الشاعر أمين حداد يصر على الوصول إلى الجمهور بكل السبل، ويؤسس فرقة "الشارع" التى تعد امتدادا لمشروع بدأه ، ومن خلال فرقة "إسكندريلا" كانت أشعار فؤاد حداد وأمين حداد وصلاح جاهين يصل إلى كل الناس في ميادين مصر. أما أحمد حداد حفيد كل من صلاح جاهين وفؤاد حداد شاعر شاب شديد الوطنية والحماس ومليىء ايضاً بالموهبة ، له 3 دواوين شعر، "الورد اللي بيطلع" "حبة تراب" "دولاب الهدوم"وشارك في كتابة أغاني لعلي الحجار و وجيه عزيز . Comment *