مرت أمس الأول الأحد ذكري رحيل فنان الشعب فؤاد حداد دون اي احتفالية او تنويه.. مرت هكذا مرور الكرام ليتكرر السيناريو مرة أخري مثلما حدث مع الكثيرين ممن كانت اعمالهم ومجهوداتهم نقطة بداية لجيل جديد، وقد أثروا الحياة الثقافية بمصر وبمجرد وفاتهم اصبحوا بعالم غير عالمنا واصبحوا في طي النسيان. ويعتبر فؤاد حداد من أبرز شعراء العامية في منتصف القرن العشرين، فهو المؤسس الحقيقي لشعر العامية الملحمي في مصر، وكان دائما ما يعرف نفسه قائلا: أنا والد الشعراء فؤاد حداد.. أطلق عليه كذلك فنان الشعب؛ حيث استلهم من الشعب المصري عددًا من الملاحم التي كتبها، مثل "أدهم الشرقاوي". ولد فؤاد سليم حدٌاد بحى الظاهر بالقاهرة، في الخامس من يونيه العام 1885 في بلدة "عبية" بلبنان في أسرة مسيحية بروتستانتية لوالدين بسيطين اهتما بتعليمه حتي تخرج في الجامعة الأمريكية ببيروت متخصصا في الرياضة المالية ثم جاء الي القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولي ليعمل مدرسا بكلية التجارة "جامعة فؤاد الاول" القاهرة حاليًا وحصل علي لقب البكوية وعندما نشأت نقابة التجاريين في مصر منحته العضوية، ومازالت كتبه وجداوله تدرس باسمه حتي الآن. وتعلم حداد في مدرسة "الفرير" ثم مدرسة الليسيه الفرنسية، وكانت لديه منذ الصغر رغبة قوية للمعرفة والاطلاع على التراث الشعري الذي وجده في مكتبة والده، وكذلك على الأدب الفرنسي من أثر دراسته للغة الفرنسية. واعتقل فؤاد حداد عام 1950 لأسباب سياسية، ثم عاد واعتقل مرة أخرى عام 1953. ونُشر ديوانه الأول "حنبني السد" بعد خروجه من السجن العام 1956، واعتقل مرة أخرى العام 1959 لمدة خمس سنوات، وخرج ليكتب في شكل جديد لم يكن موجودًا في الشعر العربي، وهو شعر العامية فكتب أشعار الرقصات مثل "الدبة" و"البغبغان" و"الثعبان" وغيرها. كما كتب "المسحراتي" لسيد مكاوي العام 1964 وكتب له البرنامج الإذاعي "من نور الخيال وصنع الأجيال" ثلاثين حلقة عام 1969 والذي كانت أغنية "الأرض بتتكلم عربي" قطعة منه. أصدر حداد ثلاثة وثلاثين ديوان منها سبعة عشر أثناء حياته والباقي بعد وفاته ولابنه الأكبر هو الشاعر أمين حداد، وهو يعتبر أحد الشعراء الذين خرجوا من عباءة والده مسحراتي الشعراء، وله ابن آخر هو أيمن حداد ويعمل في مجال المسرح. الأعمال الشعرية وكان ديوانه الاول "أحرار وراء القضبان" العام 1956 ثم "حنبني السد" 1956 ومن أهم دواوينه "قال التاريخ انا شعر إسوَد".. ديوان ترجم فيه الشاعر مختارات من الشعر الفييتنامي 1968، "المسحراتى" 1969. ومن أبرز القصائد التي كتبها ضمن تلك السلسلة: سلام، وحسن أبو عليوة، الاستمارة، الكحك، النسمة هلت، والله زمان، يا هادي، بعلو حسي، افتح يا سمسم، في الغيط نقاية، عنترة، ألف باء، هلال، حرفة هواية، التبات والنبات، دواليب زمان، على باب الله، الارض بتتكلم عربى، كلمة مصر 1975، من نور الخيال وصنع الاجيال في تاريخ القاهرة 1982، استشهاد جمال عبدالناصر 1982، الحضرة الزكية 1984، الشاطر حسن 1985، الحمل الفلسطيني 1985. إلى جانب قصة الأمير الصغير لأنطوان دي سان إكزوبري التي ترجمها عن الفرنسية إلى مسرحية غنائية بالعامية المصرية. وله أعمال أخرى منها: أدهم الشرقاوي، حسن المغنواتي، أم نبات، مرآة الصوت.