نحن الآن فى زمن الغزوات ..من غزوة الصناديق على استفتاء لجنة "صالح و البشرى" و التى انتهت بأبشع جريمة خداع عرفتها مصر والدنيا كلها ..فقد تم الاستفتاء على تعديل تسع مواد من دستور 71 لتكون النتيجة اعلان دستورى جديد لا علاقة له أصلاً بدستور 71 لتكتمل أول غزوة من غزوات المخادعين الجدد الذين سطوا على ثورة شعبنا العظيم. توالت بعدها الغزوات من غزوة انتخابات الشعب و الشورى. و غزوات اجهاض الثورة والدوران فى حلقات مفرغة وغزوات المحاكمات الهزلية وغزوة انتخابات رئاسة الجمهورية..و كلها غزوات متفق عليها وسيناريوهات موضوعه باتفاق مع المجلس العسكرى وبرعاية أمريكية. فى كل هذه الغزوات راهن الطرفين على قوتهما ونفوذهما ..المجلس العسكرى بما له من نفوذ فى كل مفاصل الدولة..و الإخوان و السلفيين ومن دار حولهما بما لهما من نفوذ وتأثير وقدرات مادية فى مفاصل المجتمع و الشعب. وراهن الطرفين أيضا على تفتيت واستنزاف القوى الثورية وهو ما تم من أول فض اعتصام التحرير فى 9 مارس 2011 مروراً بمسرح البالون وماسبيرو ومحمد محمود 1 و مجلس الوزراء و محمد محمود 2 واستدراج القوى السياسية لتحالف ديمقراطى بقيادة الإخوان لتتم عملية التفتيت بحرفيه عالية وتصبح النتيجة أغلبية كاسحة للإخوان والسلفيين و اقلية كسيحة لباقى القوى. و تنتقل مصر الثورة من غزوات الطرفين الى غزوات الطرف الواحد ..و تبدأ غزوات الإخوان و السلفيين بداية من جمعة قندهار اعتراضاً على وثيقة السلمى والتى حاولت تمرير وضع مميز للجيش فى السياسة ومنحه حق الفيتو فى مواجهة انفراد الإخوان والسلفيين بالسلطة لتصبح النتيجة بداية خضوع مجلس مبارك العسكرى للطرف الذى رضيت عنه أمريكا، ويكتشف بعد فوات الأوان أنه مجلس فاقد للرشد السياسى ولحكمة ودهاء إدارة العملية السياسية فى بناء مصر التى حلم بها شعبنا العظيم و طالب بها فى ثورته العظيمة والتى تلخصت أهدافها فى "عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة انسانية". وتستمر الغزوات من غزوة إقالة حكومة الجنزورى الى غزوة حل مجلس الشعب الى غزوة الرئاسة وما بعدها من غزوات. الآن نحن أمام الغزوة الكبرى ..إنها غزوة الدستور أيها السادة ..و هى أم الغزوات ..و هى بامتياز الحد الفاصل بين ثورة عظيمة وبين لصوص يعيدون انتاج نظام ما قبل الثورة و ان اتخذ شكلاً آخر ولكنه نفس المضمون والجوهر وبشرعية دستورية. نحن الآن أمام جماعة تقود مشروعاً للهيمنة والسيطرة والاستحواذ والاستفراد والتسلط وكل المقدمات التى نراها هى مقدمات للاستبداد الجديد ..و ام غزواتها الآن هى السطو على دستور يتم تفصيله على مقاسها وعلى مقاس مشروعها. و المطلوب منا جميعاً أن ننخرط فى صفوف الجبهة الوطنية التى يقودها التيار الشعبى وأحزاب الدستور و الكرامة والتحالف الشعبى والمصرى الاجتماعى الديمقراطى والناصرى وكفاية وكل القوى التى وقعت على بيان الجبهة الوطنية الرافض لتأسيسية الدستور التى لا تعبر إلا عن فصيل واحد يستهدف السطو على الدستور وخطفه لصالح مشروع جماعة لا مشروع الجميع. انها أم الغزوات وأم المعارك و ليس أمامنا إلا الانتصار فيها حتى نستكمل ثورتنا ونجسد أهدافها فى دستور يليق بمصر الثورة وبحقوق ومطالب وأحلام وطموحات شعبنا العظيم ووفاءاً لدم الشهداء أعز وأكرم وأنبل وأشرف من ضحوا من اجل "عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة انسانية". Comment *