عايش ناجي العلي فنان القضية الفلسطينية حياة المقاومة و اللاجئين فعبر عنها بصدق و إحساس.. هو من مواليد قرية الشجرة عام 1937، وانتقل من فلسطين ليعيش بمخيم عين الحلوة ، وهو في العاشرة، وبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال. اعتقله الجيش اللبناني أكثر من مرة فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها.. وفي المعتقل التقي مجموعة من المثقفين اليساريين من ضمنهم الشاعر غسان كنفاني وتأثر كثيرا بهم، وبدأ بالرسم علي الجدران وعلي أقمشة المخيمات. تأثر بمدرسة الكاريكاتير المصرية، خاصة مدرسة روز اليوسف ، ثم اتجه الي ما يعرف ب" كاريكاتير الذات "، الذي يدعو إلي البدء بفهم و انتقاد أنفسنا لمعرفة الأسباب والدوافع وراء هزيمتنا .. اتجه للبحث في الذات العربية وأسباب تخاذل العرب، و بدأ ينطق من خلال رسومه بأن "الخطأ من عندنا والعيب فينا". بدأ العلي رسم الكاريكاتير في لبنان وأعجبت بأعماله مجموعة من الفصائل وعارضتها الكثير من الفصائل الأخرى .. ثم خرج من لبنان إلي الكويت للعمل بجريدة القبس ورسم مجموعة من الكاريكاتيرات التي أغضبت بعض الفلسطينيين لانتقاده منظمة التحرير الفلسطينية . وسافر العلي بعد ذلك إلي لندن و بدأت تظهر رسومه المعارضة للتخاذل العربي, وزيف وخداع الأنظمة العربية المتحالفة مع الصهيونية العالمية، وتعرض لمحاولة اغتيال في يوليو 1977، وقضى بعدها بشهر متأثراً بجراحه . ليس هناك ما يؤكد الجهة الحقيقية وراء اغتياله، لكن المعروف أن السلطات حذرته مؤكدة إنه تجاوز كل الخطوط الحمراء.. البعض يردد أن فصائل فلسطينية وراء اغتياله، فيما يتهم البعض الآخر الموساد باغتياله، معززين ذلك بما أعلنه الموساد عن مسئوليته عن اغتياله من خلال عميل مزدوج كان موجودا في لندن في ذلك الحين . قدم المخرج المصري عاطف الطيب فيلما عن حياة ناجي العلي, سيناريو بشير الديك وبطولة نور الشريف, وأثار الفيلم ضجة واسعة ومنع من العرض في مصر لنقده اللاذع للنظام الحاكم المصري و للأوضاع العربية المتردية من خلال شخصية "حنظلة". وعن مدرسة ناجي العلي الفنية ذكر رسام الكاريكاتير الفنان جمعة أنه أحد أهم الرسامين المعبرين عن قضية وطنه، خرج من فلسطين إلى لبنان ليعيش حياة المخيم بشكل كامل من الفقر والجهل والمرض، عاش قضية الإنسان الفلسطيني فاستطاع التعبير عنها بشكل حقيقي.. ويتابع: كشف العلي الأنظمة العربية العميلة، وأعلن موقفه ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، و عبر عن أفكاره مستخدما شخصية "حنظلة" المدير ظهره للعالم كله، ليعبر من خلالها عن أفكار واضحة تدين من باع القضية. ويشير جمعة إلي أن العلي لم يكن مع منظمة التحرير الفلسطينية و أوضح موقفه منها ، معلنا أن كثير من المشاركين فيها من ذوي المصالح الشخصية والمتاجرين بالقضية الفلسطينية ، حيث كان عدوا لكل من يمارسوا العمل السياسي باعتباره كعكة أو غنيمة يريدون الحصول علي نصيبهم منها . وفي سياق متصل نوه الفنان التشكيلي أحمد عبد النعيم بأن مدرسة العلي الفنية نابعة من القضية التي عاش عمره كله يدافع عنها، وهي حجم المعاناة سواء في المعتقلات أو في المخيمات.. كان له تأثيره في العالم كله ويعد الفنان الوحيد الذي اغتيل بسبب رسومه، وأصبح حنظلة رمزاً للضمير الفلسطيني، وأيقونة مهمة ورمزاً للمقاومة, فرسومه تؤخذ مرجعا يستفيد منه أي دارس و باحث في القضية الفلسطينية، ومكونا رئيسيا لحركة المقاومة . وعن اسلوبه الفني يشير عبد النعيم إلي ميل العلي إلي الكاريكاتير الصامت من خلال شخصية حنظلة الطفل الصغير الذي يضع يده دائما وراء ظهره، و حافي القدمين،و يقف دائما ينظر للخلف وظهره للجمهور ، حيث يري أن كل شخص خرج من فلسطين سيظل طفلا إلي أن يعود إليها, يد حنظلة لم تتحرك نهائيا إلا في الانتفاضة الأولي حينما مد يده الي الأطفال وناولهم الحجارة . Comment *