تحت شعار"للثورة أدباء ومفكرون"، وفي ذكراه الثالثة، نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مساء اليوم الأربعاء أمسية حول المشروع الفكرى والفلسفة الأخلاقية للباحث الدكتور محمد السيد سعيد، مؤسس جريدة "البديل"، وأول رؤساء تحريرها، والباحث ذي البصمة الكبيرة في تاريخ مركز دراسات الأهرام. وفي كلمته قال نبيل عبد الفتاح الباحث فى مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية: "ليس كل باحث يمتلك مشروعاً فكرياً فالمشاريع الفكرية كانت شحيحة فى الجيل السابق أما المشروع الفكرى للباحث محمد السيد سعيد فكان واحدا من المشروعات التي تمتلك قدراً من الحضور الفكرى والسياسي وكان مفتوحاً وليس مغلقاً". وتابع عبد الفتاح:" انفتاح رؤاه لم يقتصر على مقاربة حالة تاريخية بعينها لكننا عندما نصفه نجد أنفسنا إزاء مشروع فكرى حيث لديه تنوع فى المصادر والمعارف الفكرية المتنوعة.. وجاء فى ظل حالة من التمرد مع جيل السبعينيات الذين شكلوا نقظة مضيئة ولاسيما هؤلاء الذين استطاعوا أن يشكلوا أفكارهم بصياغتها وطرحها". وتابع قائلاً:" إن السيد سعيد كان ذا تكوين متعدد ولم يكن قاصراً على الشكل الاقتصادى أو السياسى، ولكنه كان متعدد الثقافات وكانت له إطلالة واسعة لما لديه من قراءات ممنهجة وبصيرة عميقة". واشار عبد الفتاح إلى الدراسة الواسعة التى قدمها السيد سعيد حول الشركات المتعددة الجنسيات مضيفاً:" كان باحثاً ومحللاً مرئياً وتلفازياً، فكانت له وجهات نظر يضيف بها دائماً إلى القضية التى يتناولها. حيث تميز بكسر الأنماط والأساطير السياسية والدينية فكانت لغته سره الخاص وولعه الخاص تحرر بها من اللغة العتيقة وانتقل بها إلى اللغة البسيطة السلسة التى تصل لجميع القراء بسهولة وتجسد ذلك أوضح ما يكون في (البديل) كصحيفة جمعت بين السلاسة والدقة فى العرض والكشف عن الفكرة التى تبناها والتى شكلت تحدياً لعرض الخطاب الماركسى بلغة مستساغة بعيدة عن التعقيدات والغموض". وعن مشاركة سعيد فى القضايا الحقوقية قال عبد الفتاح:" اهتم اهتماماً خاصاً بالقضايا الحقوقية، ومثلت كتاباته ارهاصات حقيقية للثورة المصرية" . وهو ما أكد عليه السيد يس المدير السابق لمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية بقوله: " كتاباته مهدت تمهيداً حقيقياً لثورة 25 يناير فكان كأنه الغائب الحاضر للثورة" . وفى السياق ذاته أكد عمرو عبد الرحمن باحث فى جامعة "إس إكس بإنجلترا " على أن الدكتور محمد السيد سعيد استطاع أن يبدع فيما أهمله الأخرون وقال : " استطاع الدكتور أن ينحت للفكرة الحقوقية، فلم يترك لمن خلفوه أية إضافة للحديث فى الإطار الفكرى الذى تبناه فى كتاباته". وأضاف عبد الرحمن: " نويت أن أقوم برسالة دكتوراه للحقوق فى الفكر السياسى إلا أننى لم أجد ما أكتبه بعد الدكتور السيد سعيد فقررت أن تكون رسالتى للدكتوراه عنه هو شخصياً، وكيف أضاف للمجال الحقوقى ما لم يستطع أحد إضافته حيث قام بالتأصيل المصرى للفكرة الحقوقية وكانت له مقالات واسهامات بدءا من الفكر السياسى الى الفنى والاقتصادى وكافة المجالات" . وإستطرد عبد الرحمن قائلاً : " كان السيد سعيد صاحب فلسفة أخلاقية تلك الفلسفة التى لم تجد رواجاً داخل المجتمع العربى فيما عدا لأصحاب النزعات الدينية التى تناولوها من منظور دينى وأصحاب النظريات الليبرالية الذين تناولوها من منظور قيمى، أما الفكر الماركسى فى البلدان العربية فلم يتناول المفهوم الأخلاقى لفكرة الحريات والديمقراطية إلى أن جاء السيد سعيد وترك بصمة عميقة فى هذا الاتجاه وأبدع فيها إبداعاً لم يسبقه فيها أحد" . Comment *