نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا عن المقاتلين الأجانب في سوريا الذين يقاتلون إلى جانب صفوف قوات المعارضة المسلحة. وأشارت الصحيفة أن معظم هؤلاء المقاتلين من قدامى الجهاديين الذين انخرطوا في صفوف الجماعات الإسلامية المسلحة في العراق واليمن وأفغانستان والشيشان، وينضم إليهم جنسيات أخرى من تركيا وليبيا والسعودية وباكستان. وذكرت الصحيفة أن أحد قادة هذه الجماعات المسلحة يدعى أبو عمر الشيشاني، يقود مجموعة من المقاتلين من مختلف الجنسيات تعرف بأسم"الأخوة المهاجرون"، الذين شاركوا -حسب الصحيفة- في معارك حلب بين القوات النظامية وقوات المعارضة المسلحة. وأشارت الصحيفة إلى طريقة وصول هؤلاء المقاتلين إلى سوريا، وذلك عبر وفودهم إلى جنوب تركيا من بلادهم ثم تسللهم إلى الأراضي السورية والتي وصفتها الصحيفة بأنها أسهل مرحلة في رحلة الوصول إلى داخل سوريا، والتي اعتبرت أن مراوغة أجهزة الأمن والاستخبارات وتزوير جوازات السفر قبل خروجهم من بلادهم الأصلية. وأوضحت الصحيفة أن" تشكيلات المقاتلين الأجانب تأخذ وضعا خاصا ضمن صفوف قوات المعارضة عموما والجماعات الجهادية خصوصا، حيث ذكرت الصحيفة أن الجماعات الجهادية مثل أحرار الشام وجبهة النصرة، سمح لها بتشكيل وحداتهم القتالية الخاصة بعيداً وسموا بوحدات المهاجرين، في حين يطلق عليهم السوريين أسم الأخوة الأتراك. وأشارت الصحيفة إلى تفاوت مستويات القدرات القتالية لدى المقاتلين، فالشيشانين أكثر تقدما من حيث التسليح ويتجنبون، ويتميزون بكبر السن، أما الأتراك فيتخذون نمط الاستعداد العسكري الغربي. فيما المقاتلين من جنسيات أخرى كالباكستانيين والطاجيك تبدوا عليهم سمات الفقر. وعن علاقة هذه الجماعات الجهادية بباقي قوات المعارضة المسلحة، وعلى رأسها الجيش السوري الحر، ذكرت الصحيفة أن عناصر "المهاجرين"، يتحفظون في الحديث مع عناصر الجيش الحر لدرجة تصل إلى الكذب أحيانا بشأن جنسياتهم الحقيقية، مشيرة إلى أن بعض قادة الجماعات الجهادية على الرغم من السمة العامة التي توضح مدى تباينهم من حيث الخبرة القتالية، يمتلكون خبرة استثنائية في القتال، مشيرة إلى شخص يدعى أبو سلام الفلوجي من العراق، الذي يرى أن القادة السوريين غير جديرين بالقيادة ولا يمتلكون خبرة، وأنهم السبب في فقد قوات المعارضة لمواقعهم في معارك حلب قائلاً:"الرجال الشجعان يهاجمون، لكن الرجال في الخطوط الخلفية ينسحبون ليتركوهم مكشوفين، إنها فوضى، الليلة السابقة قاتل الأخوة الأتراك الليل كله، وذهبوا للنوم فجراً، تاركين خطاً من السوريين في الخلف لحمايتهم. حين استيقظوا صباحاً وجدوا أن السوريين انسحبوا وأن قناصة الجيش سيطروا على مواقعهم. لقد فات الأوان، لقد دخل الجيش السوري إلى الأزقة وأصبح سيد الموقف"، مشيراً إلى :" انه أصبح من الواضح أن الجيش السوري سيربح المعركة، نحن لا نبلغ هذه الثوار بحقيقة الأمر حتى لا ندمر معنوياتهم، ينبغي لنا الصمود طالما أعطانا الله القدرة على هذا، واحد أسباب هذه القدرة هي قدوم هذه القوة الأجنبية لمساعدة السوريين"، وذكرت الصحيفة أن أبو سلام أشار إلى مفارقة أن الولاياتالمتحدة والجهاديين الذين حاربوا بعضهم البعض طوال العشر سنوات الماضية يجدون أنفسهم الآن في نفس الخندق بالنسبة لسوريا. وذكرت الصحيفة مواقف تبين عدم اتفاق قادة هذه الجماعات مع الجيش الحر، وخصوصا في معارك حلب، فمثلاً في احد المعارك كلب أبو عمر الشيشاني من قادة الجيش الحر حشد عدد كبير من عناصرهم لدعم خطوطهم الخلفية، منذراً الجيش الحر أن قوات "المهاجرين" ستنسحب إذا لم يتم ذلك، وهو ما حدث فعلا، وأشارت الصحيفة إلى تعليق أحد قادة المعارضة المسلحة السورية الذي قال في لهجة غاضبة:" ليذهبوا..لم يجبرهم أحد أو يطلب منهم أن يأتوا للقتال هنا، أو يتحملوا مسئولية الجبهة الأمامية". Comment *