3 صفحات كاملة في عددها الصادر أمس الاثنين، خصصت صحيفة «الجارديان» البريطانية للكشف عن تفاصيل جديدة عن المسلحين الأجانب في سوريا. والتقى في هذا التقرير مراسل الصحيفة «غيث عبد الأحد» مع عدد من المسلحين الأجانب في حلب، الذي قال إن أغلبهم ممن سبق لهم القتال على جبهات كثيرة كالعراق وأفغانستان والشيشان، بينما لم يقاتل مع بعضهم البعض سابقا على الإطلاق.
وتكشف الجارديان عن أن مجموعة من المقاتلين الأجانب تعرف باسم «الإخوة المهاجرون» يتخذون بناية محترقة في حلب مخبأ لهم من القوات الحكومية السورية، ويقول قائد تلك المجموعة الذي يدعى «أبو عمر الشيشاني» إنه ينظمون أنفسهم جيدا من أجل مراقبة الطرق بعد مقتل زملائهم إثر هجوم قوات الأسد.
ويضيف مراسل الصحيفة قائلة إنه «التقى عدد من المقاتلين سواء من السعودية أو تركيا أو مصر، وأنهم جاؤوا لسوريا للمشاركة في الإطاحة بالأسد».
وقال مراسل الصحيفة إلى أن المقاتلين الأجانب متكتمون جدا وحريصون في التعامل، خاصة مع «الجيش السوري الحر»، حيث أشار إلى أنه شاهد مقاتلا مصريا ذو لحية بيضاء طويلة تصل إلى صدره، يجتمع بنحو 20 مقاتلا ويقول لهم: «نحن نواجه اثنين من جيوش الردة، إنهما القوات النظامية والجيش السوري الحر».
وأضاف بقوله «عندما ننتهي من الأول علينا أن نجهز على الآخر».
وتستمر الجارديان قائلة «من هؤلاء الأجانب من لم يقاتلوا من قبل جاؤوا اما بأيديولوجيتهم أو بتصور رومانسي عن الثورة وبرغبة عارمة في مساعدة السوريين في الإطاحة ببشار الاسد، بينما قاتل بعضهم في العراق واليمن وافغانستان».
وقال مقاتل سعودي لمراسل الجارديان إنه دخل الأراضي السورية بسهولة شديدة عبر الحدود التركية بعدما دخلوا الأراضي التركية بجوازات سفر مزورة، وانتقل في منطقة توجد بها تلال وأشجار زيتون، حيث استقبلهم هناك مقاتل سوري يدير معسكرا لتدريب المجاهدين الوافدين، ومجموعة من المقاتلين السوريين، ويقوم بتوزيعهم على الوحدات القتالية المتعددة.
ويضيف المقاتل «بعدما أتممنا التدريب تم توزيع المقاتلين على عدد من الجماعات الجهادية، حيث قال إنه يتم توزيعهم إما على جماعة «أحرار الشام» أو «جبهة النصرة»، كما أنهم كانوا يسمحون للبعض منهم مثل ابو عمر الشيشاني بتشكيل مجموعاتهم القتالية الخاصة بهم ك جماعة «الإخوة المهاجرون».
وتشير الصحيفة إلى أن تفاوت القدرات القتالية للأجانب واضح للغاية، حيث يتميز معظمهم بالخبرة في مواجهة القوات النظامية، كما أن الشيشانيون مثلا يتمتعون بطول قامتهم وقوة اجسادهم وكانوا يحملون اسلحتهم بثقة ويرتدون ملابس قتال وأحذية يبدو أنها غالية، علاوة على أن أحد المقاتلين الاتراك جندي سابق، ويبدو أنه جيد التجهيز والعتاد، فيما بدا الفقر على المقاتلين من طاجيكستان وباكستان والمغاربة والأفغان مرتدين بناطيل قصير جدا وأحذيتهم قديمة وممزقة.