تباينت أراء ومواقف عدد من المثقفين المصريين تجاه النزاع الحالي القائم بين جابر عصفور وحسن طلب والذي حصل فيه عصفور على حكم بتغريم طلب 40 ألف جنيه, بين رفض التقاضي, ومحاولات للتصالح بين الطرفين التي باءت بالفشل, وبين جمع مبلغ الغرامة ومساندة المثقف الذي يتعرض لحكم قضائي. من جهته ذكر الدكتور سعيد توفيق أمين المجلس الأعلى للثقافة أنه على الرغم من أنه من ضمن المتضامنين مع طلب ولو تأكد الحكم سيجمع مبلغ الغرامة ولكنه يتمنى أن يتم التصالح بين الطرفين لأن "طلب وعصفور" من كبار المثقفين ولأن الاختلاف في الرأي يجب ألا يتجاوز الصحف ولا تصل الأمور للقضاء. أما الشاعر عبد المنعم رمضان ذكر أنه هاجم عصفور في العشر سنوات الماضية ولم يقاضيه لأن طلب تعرض لذمته المالية وتابع رمضان: عصفور أصبح مطالبا برد وتبرئة ذمته المالية أمام أسرته ومع ذلك فهو من رجال النظام السابق وقد وجد أن دوره قد انتهى بعد الثورة وأصبح يوشك أن يجلس في الظل, والقضية التي رفعها هي نوع من الحضور الإعلامي ورفع هذه القضية ليشعر أنه ما زال في السلطة, لذلك زعم عصفور أنه سيتبرع بهذه الأموال لاتحاد الكتاب. وأضاف رمضان أن انشغال الكتاب في مقاضاة بعضهم البعض يعطي شرعية للسلطة أن تقاضينا نحن الذين نطالب بحرية التعبير والإبداع, يمكن أن تستخدم قلمك ضدي ولكن استخدام سلاح القضاء يقضي علي قوتنا كمثقفين, كما أن القضاء في فترة ما قبل الثورة وحتى الشهور الأولى لم يكن نزيها تماما. مشيرًا إلى أنه قدم لأصدقاء الطرفين اقتراحا بإصدار بيان صلح بين الاثنين بحيث يرضي الطرفان ولكن عصفور أصر على اعتذار ورفض طلب ذلك, وأكد رمضان أنه سيساهم في دفع ملبغ الغرامة المفروضة على طلب ولكنه لا يمكنه منع شخص يعتقد أنه أسيء إلى ذمته المالية من أن يدافع عنها! ومن جهة أخرى رأى الشاعر محمود قرني أن قضية "عصفور وطلب" هي صراع شخصي تلعب فيه المصالح دورا كبيرا ويلعب فيه صراع المناصب دورا آخرا, وانه لدى طلب نية مبيتة على كشف عصفور لأسباب تتعلق بامتيازات داخل وزارة الثقافة, وعصفور في المقابل لم يكن نزيها إلى حد يكفل له الاحترام في الوسط الثقافي. وأدان قرني كل من عصفور وطلب لأن معركتهما تسيء للعصر كله وليست معارك قوية تثري الحياة الثقافية مثل معركة شوقي والمازني وطه حسين والعقاد وصلاح عبد الصبور ولطفي الخولي. مطالبًا من عصفور بالتنازل عن القضية وأن يقدم طلب اعتذارا لعصفور لأن اتهامات الذمة المالية لابد لها من أدلة تقدم للنائب العام وليس على صفحات الجرائد. وذكر قرني أنه إذا لم يحدث صلح بين الطرفين فإنه سيقف بجانب طلب لأنه ضد قضايا الرأي التي يجب مواجهتها بالرأي والحجة بالحجة. فيما أكد الشاعر جمال القصاص أنه صديق للطرفين وكان لابد من حدوث تسوية بينهما قبل اللجوء للقضاء, وأنه سيبذل قصارى جهده هو والمجموعة الثقافية واتحاد الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة للوصول إلي حل يرضي الطرفين وإنهاء هذه الأزمة لأن القضية جرح للثقافة المصرية وتسيء لسمعتها وليست قضية خلافات بين اثنين من كبار المثقفين, وأضاف القصاص أنه إذا لم تثمر محاولات التصالح عن نتيجة فإنه لن يناصر طرف ضد الآخر, لأنه خطأ مشترك وعليه يجب أن يتحملا نتيجة الخطأ سويا. كما رفض الشاعر محمد سليمان الزج بالخلافات الثقافية إلى ساحة المحاكم, والكاتب يدافع عن نفسه بقلمه, وحاول سليمان الصلح بينهم لأنهم أصدقائه واشترط عصفور اعتذار أو ترضية ينشرها طلب لأنه اتهمه بالسرقة والفساد, وهذا سب وقذف والمفروض أن يدافع عن نفسه أمام أبنائه حتى لا يعتقدوا أنه لص أو فاسد, ولكن طلب لم يقدم اعتذارا , وهذا ما زاد من حدة الاشتباك بين الطرفين لذلك قرر عصفور أن يتبرع بقيمة الغرامة لاتحاد الكتاب. مشيرًا إلى أنه يريد تصفية العلاقة بين الطرفين وسيقوم بمحاولة أخرى للصلح, ولكن إذا فشلت مساعي الصلح سيساهم في جمع قيمة الغرامة,لأن كثيرا من المثقفين تحدثوا عن جمع قيمة الغرامة منذ شهور طويلة ولم يحدث شيئًا حتى الآن وطلب معرض للسجن إذا لم يدفع مبلغ الغرامة. ومن جانبه، أوضح الشاعر السماح عبد الله أن جماعة المثقفين اتفقت على ألا تجعل الدكتور جابر عصفور يهنأ بربحانه القضية، لأن هناك ربحًا آخر غير الربح المادي والقضائي هو الربح الثقافي فسوف يجعل المثقفون المصريون هذا الربح غصة عالقة في حلق عصفور صحيح لأنه سيحصل على المبلغ من المثقفين كلهم ولذلك الخصومة ستكون بين عصفور والمثقفين, كما أن 40 ألف جنيه يدفعها المثقفين ستكون إحقاقا للحق, لأننا لا نحل مشاكلنا الثقافية بالتقاضي وقد استطعنا إلى الآن تجميع عدد كبير من الأسماء التي ستنحاز لخندق الإبداع. عبد المنعم رمضان: القضية هي حضور إعلامي لعصفور بعد أن فقد مكانته.. و القصاص: لن أساند طرفا ضد الآخر إذا فشل الصلح سعيد توفيق: "طلب وعصفور" من كبار المثقفين والاختلاف في الرأي يجب ألا يتجاوز الصحف محمد سليمان: يجب أن يقدم طلب ترضية لعصفور لأنه اتهمه في ذمته المالية