اهتمت الصحف الامريكية باحداث العنف التي حدثت على السفارة الامريكية في كل من القاهرة وبنغازي، حيث نشرت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالا تحليليا للكاتب مارك لينك، يقول فيه اه من الخطأ ان ندع الصورة الموجودة الآن أمام السفارة الأمريكية في القاهرة وبنغازي تؤثر على تقديرنا لأهمية دعم أمريكا للتغيير الجاري في العالم العربي , حيث يرى الكاتب ان التظاهرات الموجودة أمام السفارة لا يمكن اعتبارها وجه الإسلام الحقيقي بعد هجمات 11\9 , ثم اضاف لن نسمح لتصرفات مجموعة من المتشددين ان تشكل رؤيتنا عن ملايين المسلمين والعرب . ولا يمكننا نزع الشرعية عن تطلعات ملايين العرب للديمقراطية بسبب العنف الذي قامت به مجموعة صغيرة. ويرى الكاتب أن ردود الفعل التي تبنتاها الشعوب والقادة المنتخبين والنخبة التي لديها القدرة على التاثير على المجتمع السياسي هي ما يشكل فارق حقيقي, حيث كانت النظم السابقة تسمح بل وتشجع مثل هذه الأحداث،وكانت الجماعات الإسلامية تروج لها دون الاضطرار لتحمل المسئولية السياسية لتبعات هذا العنف، وفي نفس الوقت تكتسب شعبية لدى الشارع، أما اليوم فسيكون لحظة محورية كيف ستتعامل هذة الجماعات مع الموقف مع وجودها في السلطة , ويبدو ان القادة في ليبيا اجتازوا الامتحان بينما القادة في مصر لم يتمكنوا من ذلك . ويقول الكاتب ان أحداث الرعب الحقيقية حدثت في ليبيا بمقتل السفير الأمريكي وثلاثة من معاونيه الا ان ردود الفعل في كل الأطياف السياسية كانت كلها سريعة وفورية في إدانة ما حدث وبداء الحزن وتقديم التعازي لاسر الضحايا الأمريكية . ويرى الكاتب ان ردود الفعل في ليبيا عكست رفض قومي واسع لما حدث من قبل الحكومة ومن قبل المجتمع، بينما كان رد الفعل المصري بطيئاً. ويقول الكاتب ان مرسي وجماعته يبدو انهم لا يفهمون او قد يكونون غير مهتمين بمدى تأثير الموقف الان على صورتهم، ويقول الكاتب ان الولاياتالمتحدة ساندت الجماعة وضغطت على الجيش حتى لا يطيل المرحلة الانتقالية وهو ما يعد مجازفة كبيرة من الولاياتالمتحدة ،ومن المؤكد ان الكثيرين في واشنطن يشعرون الان ان الجميل لم يرد. ويرى الكاتب ان ردود الفعل في مصر وليبيا على أحداث العنف على السفارة أكثر أهمية من الأحداث نفسها وبالتأكيد اكثر اهمية من الفيلم السخيف. والرئيس مرسي وجماعته الان يواجهون اختبار صعب سواء ادركوا ذلك او لم يدركوا. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا تقول فيه ان مصر قد تشكل الهم الأكبر بالنسبة للبيت الأبيض أكثر من ليبيا، حيث تقول الجريدة انه بالرغم من المشاهد المروعة في ليبيا الا ان إدارة أوباما تتصارع مع إمكانية أن الأزمة في مصر طويلة الأمد على عكس ليبيا. وتقول الجريدة ان أوباما أجرى اتصالاته بكلا من الرئيس مرسي والمجلس الوطني الليبي , وكان قد صرح البيت الأبيض بان اوباما عبر لرئيس المجلس الانتقالي الليبي عن شكره وتقديره للتعاون الذي قدمته السلطات الليبية، ردا على الهجمات المشينة على السفارة الأمريكية. وفي تصريح اخر للبيت الأبيض قال فيه ان اوباما أكد على أهمية ان تقوم مصر بالتزاماتها بتأمين المنشآت الدبلوماسية الأمريكية على اراضيها. وتقول الجريدة ان اوباما وجد ما يقلقه في مصر ثاني اكبر متلقي لدعم الولاياتالمتحدةالأمريكية , حيث لم يصدر من مرسي سوى توبيخ صغير لمثيري الشغب على الفيسبوك بينما دعت جماعة الإخوان المسلمين ليوم أخر من المظاهرات أمام السفارة حيث انتظر مرسي 24 ساعة على احداث السفارة حتى يصدرر تصريحا بينما كانت ردود الفعل الليبية فورية. ويقول مارتن لنجيك سفير الولاياتالمتحدة في إسرائيل سابقا ان " بالنسبة للولايات المتحدة القضية الكبرى في مصر بالرغم من انه لم يقتل احد هناك الا أنها رابع مرة يتم فيها اقتحام السفارة الأمريكية في مصر " وأضاف ليندك وأين إدانة مرسي لمقل هذه الأحداث. وابدى العديد من خبراء السياسة الخارجية تخوفهم من ان يكون الرئيس مرسي يسعى لترضية الاغلبية المسلمة في شعبه على حساب الأمن الوطني لبلاده ،حيث يأتي هذا على قمة الكثير من تحركات حكومته من ضمنها القيود التي فرضت على الصحافة . ويقول روبرت مالي باحث في مجموعة الأزمة الدولية " بالرغم من ان مقتل السفير الأمريكي في ليبيا هو تراجيديا حقيقية ولكن تبقى ليبيا مشكلة الليبيين، الا ان الوضع في مصر من مواقف شعبيه تجاه أمريكا , و الوضع الاقتصادي في البلاد ,والعلاقة بين الجيش والإخوان , والعلاقة بين القاهرة وتل أبيب , وصولا للوضع في سيناء , سوف يؤثر في النهاية على الوضع في المنطقة وهو ما سيؤثر على أمريكا بدورها". وترى الصحيفة ان أحداث العنف في ليبيا ومصر تعكس ما كان حقيقة جلية منذ بداية الربيع العربي، وهي أنها حركة شعبية ليس للولايات المتحدة تأثير عليه وفي أفضل الأحوال تالأثير عليها محدود للغاية. Comment *