في تحليل بجريدة "فاينينشال تايمز" حول قمة عدم الانحياز، تقول الجريدة أن إيران تستخدم القمة لاستعادة وضعها بين دول العالم.وتضيف أن الهدف من وضع بقايا الثلاث السيارات المحترقة التي كان يستقلها العلماء الإيرانيين عندما أغتيلوا إنما هي دليل للقول أن إيران هي ضحية حملة إرهابية ارتكبتها إسرائيل والغرب. وتضيف الجريدة أن مع حضور 120 من الدول الأعضاء لتلك القمة، فإن إيران تأمل أن يثمر هذا التجمع للهيئات الدولية للبلدان النامية التي تشكلت خلال الحرب الباردة عن حشد قوي لتأييد طموحها النووي وإثبات أهميتها كقوة دولية وإقليمة. كما يوفر هذا التجمع الدولي لطهران أيضاً تصوير نفسها كضحية للعقوبات غير المناسبة بسبب برنامجها النووي وكذلك سلسلة الهجمات الإرهابية من الجانب الإسرائيلي والغربي. وتعقب المجلة على لسان أحد أساتذة السياسة الإيرانيين أن" الهدف الأساسي من تلك القمة هو إظهار أن الجهود الغربية لعزل إيران لم يكن لها التأثير المرجو". وأشارت إلى أن طهران ترى أن حضور عدد كبير من رؤساء الدول لتلك القمة إنما هو تبرير لسياساتها وتأكيداً لثقلها الدبولماسي الإقليمي. كما أن حضور بان كي مون الأمين العام للأم المتحدة كان تحدياً للضغط الأمريكي والإسرائيلي لتجنب حضور القمة، وكان بان كي مون قد عقد اجتماعات ثنائية مع حكام إيران المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني أحمدي نجاد. ونقلت الصحيفة على لسان بان كي مون ما صرح به للصحافيين حول أنه" يأمل أن تلعب إيران دوراً رائداً في المساعدة في حل الأزمة السورية وحث آية الله خامنئي على استخدام النفوذ والسلطة الإيرانية للقايم بذلك". وفي وقت لاحق كان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر قد رد على تصريح بان كي مون بأن إيران سوف تشكل فريقاً من دول عدم الانحياز لبحث حلول للأزمة السورية. وعلى الرغم من ذلك فإن الأمين العام للأمم المتحدة كان قد انتقد سجل طهران الخاص بحقوق الانسان، مشيراً للمخاوف بشأن التجاوزات والانتهاكات، بلإضافة إلى حث قادة الدولة لمواجهة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتخاذ خطوات ملموسة في إثبات أن البرنامج النووي الإيراني لم يكن إلا لأغراض سلمية. ونقلت الصحيفة على لسان دبلوماسي غربي كبير في طهران أن" استغلال طهران للقمة لتعزيز موقفها في المسألة النووية إنما هي مجرد ممارسات للعلات العامة والتي لن تؤثر بأي حال على سياسات القوى العظمى". وأضافت أنه في الوقت نفسه فإن المسؤلين الإيرانيين يستخدمون القمة في محالة لإيجاد طرق جديدة للتحايل على العقوبات. قال وزير النفط الإيراني رستم غاسمي أمس الأربعاء أن إيران عقدت مفاوضات مع عدد من الأعضاء في عدم الانحياز حول مبيعات النفط، بما في ذلك الدول الأفريقية، وأكد أن إيران لازالت تبحث عن عملاء جدد. وتضيف فاينينشال تايمز أن آمال طهران من القمة لتوسيع نفوذها الدبلوماسي في المنطقة يبدو أنها تعثرت بسبب الأزمة السورية حيث صرح أمس آية الله خامنئي صرح بأن" الأزمة سوف تستمر طالما أن جماعات المعارضة غير المسؤولة تم تزويدها بالأسلحة". وعلى الرغم من الإعلان المبكر حول اقتراح مقبول ومنطقي لحل النزاع إلا أن طهران لم تتقدم بأي أوراق تخص هذا الشأل لاجتماعات رؤساء الوزراء خلال يومي الثلاثاء و الأربعاء. وأعقبت الجريدة أن بعض المحللين والمسؤلين من أعضائ القمة قالوا أن هذا من الممكن أن يكون بسبب الاختلافات بين الحكومات حول دعم طهران لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.ولكن على الصعيد المحلي يبدو أن الاتفاقية قد نجحت فاستضافة طهران للقمة من الممكن أن تمنع التهديدات بالهجوم الإسرائيلي على إيران. بان كي مون: على إيران أن تلعب الدور الرائد في حل الأزمة السورية باستخدام سلطتها ونفوذها