في تقرير بمجلة "فورين بوليسي" حول قمة عدم الانحياز التي تعقد هذا الأسبوع في طهران، تقول المجلة أن إيران ستكون أكثر من مجرد بلد يكافح تحت عبء العقوبات الدولية التي فرضت عليه بسبب برنامجه النووي المثير للجدل، وأكثر من مجرد هدف لضربة عسكرية إسرائيلية وستكون أكثر من حكومة اسلامية متزمتة انتقدتها جماعات حقوق الانسان بشكل مستمر، فإن إيران هذا الأسبوع ستصبح الدولة المضيفة للقمة السادسة عشر لدول عدم الانحياز. وتضيف الجريدة أن العشرات من زعماء العالم ووزراء الخارجية بالإضافة إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس المصري الجديد محمد مرسي ورئيس وزراء الهند مانموهان سينج والرئيس الباكستاني عاصف علي زارداري، بالإضافة إلى رئيس فنزويلا هوجو تشافيز سوف يحضورن القمة، وكذلك الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب في محكمة العدل الدولية سوف يحضر أيضاً القمة وهناك رهان عادل على أنه لن يجر من القمة في الأصفاد.كما سترسل كوريا الشمالية رئيسها الاسمي كيم يونج نام بدلاً من الزعيم الجديد كيم جونج يون، ومن المتوقع أن يصل عدد المندوبين إلى 17 مندوباً. وتشير المجلة أن رؤية القائد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني أحمدي نجاد في دور المضيف لهذا التجمع العالمي الكبير قد تسبب ألم شديد للعواصم الغربية. وتضيف الفورين بوليس أن الولاياتالمتحدة قامت علنا بمحاولة إثباط بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن الذهاب للقمة وحاولت إثناء البعض عن الذهاب. ونقلت المجلة على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن" لانعتقد بصراحة أن دولة كإيران تستحق مثل هذا الحضور رفيع المستوى الذاهب إلى هناك. وتشير إلى أنه لاشك أن القيادة الإيرانية ستسعى جاهدة إلى تخفيف الضغط الدولي عليها وإظهار الدعم الدبلوماسي التي لازالت تتمتع به في بعض دول العالم. وتضيف أن السلطات الإيرانية كانت قد أعلنت القيام بجولة في المواقع العلمية والفنية والتي صممت لإظهار البراعة العلمية الإيرانية وكذلك نواياها السلمية. ويقول التقرير أن جدول الأعمال هذا العام من المرجح أن يناقش المواضيع الدائمة والتي تشمل التنمية الاقتصادية العادلة وإعادة إصلاح المنظمات الدولية الكبرى وكذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما أنه من المؤكد أن القادة المجتمعين في القمة ستناولون موضوع الأزمة السورية، ومن المعروف أن طهران تؤيد نظام الأسد بقوة. وتضيف المجلة على لسان مبعوث روسيا لقمة عدم الانحياز أن" هناك أمل كبير في أن تثمر القمة عن حل سياسي للأزمة السورية". ومن المستبعد أن يكون الموضوع السوري محل حرج بالنسبة لإيران، فإن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد معلم سوف يحضرون القمة ولكن وفقاً لرويترز فإن أغلبية الأعضاء المشاركين بقمة عدم الانحياز قد صوتوا ضد النظام السوري في الأممالمتحدة. ويؤكد التقرير أنه رغم أن موقف طهران في مناقشة المواضيع الأكثر أهمية سيكون الأقل بين الجميع إلا أن تلك اللحظة تعد من أهم اللحظات للقمة نفسها. حيث عانت المنظمة لعقود عديدة من أزمة هوية، حيث أنها حركة ولدت في وقت مبكر من الحرب الباردة لتوفير المأوى والدعم الدبلوماسي للدول التي لم تحدد بوضوح إلى أي الجهتين تنتمي للولايات المتحدة أم للاتحاد السوفييتي. لذلك فإن واشنطن ترى أن حركة عدم الانحياز هي حركة معادية لأمريكا في معظمها. وتؤكد المجلة أن القمة التي ستعقد هذا الأسبوع في طهران تفرض تحديات تكتيكية مختلفة للحركة. ليس فقط بسبب الانقسام بين أعضائها حول الأزمة السورية ولكن أيضاً بسبب تكهنات بعض الدبلوماسيين الغربيين حول أن تلك الدول المعتدلة سوف ترفض بالطبع استغلالها في الكفاح النووي الإيراني مع الغرب. لكن السؤال الأعمق هو ما إذا كانت قمة عدم الانحياز ستكون مؤثرة ومنطقية في عالم يرى الولاياتالمتحدة والقوة الأوربية في تراجع نسبي لنظيراتها في الهند وجنوب أفريقيا والصين. وبأساليب صغيرة ولكنها ملحوظة فإن تلك الدول قد اكتسبت وزناً جديداً في هيئات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وحتى الولاياتالمتحدة كانت قد أيدت محاولة الهند في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن. ويضيف التقرير أن حركة عدم الانحياز لم تطلب في كثير من الأحيان التحدث عن الضعفاء والمهمشين في العالم ولكن من الصعب وضع أمثال الهند وإندونيسيا في هذه الفئة. وأضافت المجلة تساؤلاً حول ماذا يمكن أن يحدث في حال أصبحت بعض من تلك الدول المشاركة في القمة جزءاً من المؤسسة العالمية؟ التقرير: العشرات من زعماء العالم سيحضرون القمة،والمتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية" لانعتقد أن إيران تستحق مثل هذا الحضور رفيع المستوى" المجلة: واشنطن ترى أن حركة عدم الانحياز هي حركة معادية لأمريكا في معظمها منذ الحرب الباردة التقرير: الولاياتالمتحدة قامت علنا بمحاولة إثباط بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن الذهاب للقمة