أكد حزب "الدستور" في بيانه التأسيسي اليوم أنه يفتح أبوابه أبوابه لكل أبناء الشعب ولكل مدارس الفكر والعمل الرئيسية فيه ابتداء من الإسلام السياسي ومرورا بالليبرالية وانتهاء بالراديكالية الاجتماعية والاشتراكية؛ لتجتمع حول أهداف الثورة من أجل حمايتها من كل محاولات الخطف من ناحية ومحاولات تصفيتها من ناحية أخرى – على حد تعبيره -. وقال الحزب في بيانه إنه يهدف إلى إعادة التوازن إلى الحياة السياسية فى مصر ضد محاولات الهيمنة لأنه يؤمن كما آمنت ثوره يناير بأن نهضة مصر لم ولن يصنعها فريق واحد أيا كانت قوته، وإنما يصنعها تكاتف كل مدارس الفكر والعمل حول أهداف الثوره كما يؤمن أيضا أن مواجهة محاولات التصفية هي شأن كل أبناء الوطن المخلصين لمبادئ الثورة. وأضاف بيان "الدستور": عندما وضعت ثورة 25 يناير المجيدة الحرية والعدل في مقدمة أهدافها، كانت تعي جيدا أن الحرية والعدل معا شرطان لتحقيق بقية أهدافها وعلى رأسها الكرامة الإنسانية والعدالة الإنسانية لبناء مصر جديدة، كما كانت تعي جيدا أنه لا تناقض على الإطلاق بين العدل والحرية وأن أي مشروع للنهضة لا يستقيم بغير هاتين الدعامتين . وأكد "الدستور" أن الحرية لا تعني فقط حق الشعب في اختيار حكامه دون قهر أو تزوير، أو مجرد الاعتراف للمواطن بحقوقه الأساسية فى مواجهة سيطرة الدولة، ولكنها تعنى أيضا - وربما أولا - حرية الوطن واستقلال إرادته فى مواجهه قوى الهيمنة الخارجية، وأن حرية الوطن واستقلال قراره السياسي شرط ضروري لحرية المواطن، وضروري للانطلاق والنهوض. وشدد الحزب على إقامة العدل كضرورة اجتماعية واقتصادية تؤسس لبناء مشروع النهضة المرتقب، والتي تعني في الإطار السياسي الحق الذي يسانده القانون ويكفل لكل مواطن فرصته فى العمل وحقه في المسكن الآدمي وحقه في تعليم متطور ورعاية صحية كاملة، والتي تمثل ركائز العدالة الاجتماعية التى يسعي الجميع إليها. وعن برنامج الحزب أشار الدستور في بيانه إلى أنه يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والجهل وليس لإفقار الأغنياء، وأنه يعمل على مساعدة الشرائح الفقيرة فى المجتمع على تخطي حاجز الفقر من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، موضحا أن صورة يناير وعت منذ اليوم الأول أن دعوات الحرية والعدل لا قيمة لها إن لم تستند إلى قوة تحميها والقوة الوحيدة القادرة على ذلك، وهي احتشاد الشعب حول مبادئ الثورة فى تنظيم سياسي يجمع قواه ويوحد صفوفه خلف هذه المبادئ. وتابع أن آباء الحزب المؤسسين هم صناع العقل المصري الحديث ومدارس الفكر والعمل فيه، وفي طليعتهم الطهطاوي ومحمد عبده وعبد الله النديم وصناع ثوراته المتتالية بكل ما حققوه من نجاحات وما لحق بها من إخفاقات، وأن الحزب الذي يولد اليوم من رحم ثورة يناير العظيمة يسعي لمواصلة المسيرة وتجنب الإخفاقات، ويعلى قيمة المواطن والمواطنة والكرامة الإنسانية، وأن لكل فرد يعيش على تراب هذا الوطن وهو يسعي فى هذا السبيل إلى ترجمة شعار ( أرفع رأسك فوق أنت مصري) إلى واقع ملموس تحميه المواد الدستورية والقانونية وكافة الضمانات التى تكفل للمواطن العيش الكريم والمعاملة الإنسانية اللائقة. وأوضح البيان أن رأي المؤسسين استقر على اختيار "الدستور" اسما للحزب لأن "الدستور" هو العقد الاجتماعي الذي تتوافق عليه الأمة وتعيش في كنفه وتتعامل على أساسه لعقود طويلة، وهو الذي يقع فى الأمة موقع القلب الذي إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله، وأضاف أن الدستور هو التصميم الهندسي لإقامة البناء الذي ينشده الجميع والذي يكفل لهم الأمن والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ويكفل المساواة التامة بين أبناء الشعب بغض النظر عن الانتماءات الفكرية أو الدينية أو العقائدية دون تمييز، بلا استثناء ولا إقصاء ولا تهميش، لافتا إلى أن ذلك "هو المبدأ الذي أكد تجمعه حوله وفاء لأرواح الشهداء وتضحيات المناضلين وحماية لمبادئ الثورة وتصحيحا لمسارها، الذين وصفهم بأنهم بناة الحزب وسبب وجوده وصناع أهدافه، والتي تنحني الرؤوس أمامها وتلتف حول مبادئ ثورتها وتمضى بخطى ثابتة نحو الهدف المنشود". الحزب: نهضة مصر لم ولن يصنعها فريق واحد.. ونسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والجهل وليس إفقار الأغنياء