أكدت المشيخة العامة للطرق الصوفية أن عدم تمثيلها بالجمعية التأسيسية المعنية بوضع الدستور الجديد يعد إهمالا متعمدا لواحدة من أعرق وأقدم مؤسسات مصر وأكثرها انتشاراً في كافة ربوع البلاد. وأوضحت المشيخة في بيان لها أن هذا الإهمال ينطوي على إنكار متعمد لتاريخ مصر وحضارتها ومقومات المجتمع المصري، خاصة أن سماحة الشيخ السيد عبد الحميد البكري شيخ مشايخ الطرق الصوفية كان ممثلا في تأسيسية دستور عام 23. وقال الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية أن الوثيقة الدستورية تعد في المقام الأول عقدا اجتماعيا وأن إهمال طائفة تمثل ما يزيد عن 15 مليون مواطن مصري هو إغفال متعمد لطرف أساسي في هذا العقد الاجتماعي وإنكار للمقومات الأساسية والمبادئ العليا للقيم الأخلاقية والروحية التي تحكم المجتمع المصري الأمر الذي يفقد الدستور معناه الحقيقي، باعتبار أن الدستور لابد أن يكون معبراً عن كافة أطياف المجتمع المصري وشدد القصبي علي أن الدستور وثيقة قانونية تؤسس لفلسفة التشريع وترسم الخطوط العريضة لمنظومته القانونية، لافتا الي أن إغفال مؤسسة التصوف العريقة التي تمثل القيم الروحية الأخلاقية في المجتمع يعد إهدارا للأسس التي تستمد منها أحكام القوانين شرعيتها. وأضاف قائلاً " الدستور عبارة عن بطاقة للهوية، وهوية مصر وهواها يتمثل في قيمها الإيمانية الروحية التي يترجمها أهل التصوف باعتبارهم القاعدة الشعبية للمنهج الوسطي في مصر وأهلها الذي تهمله رياح التشدد". وأكدت مشيخة الطرق الصوفية أن الأيام القادمة سوف تثبت للجميع الحجم الحقيقي لأهل التصوف مؤكدة "إن غدا لناظره لقريب". Comment *