نعيد أخطائنا بل توقف، وكأننا مستمتعون بتكرار نفس الخطأ، حشدنا أنفسنا وكل من نعرفهم في كوكب الإنترنت عبر دولتي "فيسبوك"، و"تويتر" خلال استفتاء 19 مارس، وقدم فنانونا ونشطاؤنا المشاهير الفيديوهات الواحد تلو الآخر للتصويت ب"لا"، وخرجنا صبيحة يوم الاستفتاء سعداء بما حققنا، بعد أن أشارت المؤشرات واستطلاعات الرأي برفض التعديلات، وخرجت النتيجة صادمة، صوتت الأغلبية الحقيقية ب"نعم". رفضنا أن نصدق أننا أخطئنا، الثوار لا يخطئون - على الرغم من الخطأ الفادح بمغادرة الميدان يوم 11 فبراير عقب التنحي -، ودارت الدائرة لنصل إلى انتخابات مجلس الشعب، التي تكرر فيها الخطأ وسقط مرشحونا الثوريون الواحد تلو الآخر، وفوجئنا بسيطرة إخوانية سلفية على البرلمان، ومن المدهش أننا اندهشنا، ولكن الأكثر إدهاشاً أننا لم نتعلم الدرس. عدنا لنحشد نفسنا في انتخابات الرئاسة على صفحاتنا على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، ونتابع استطلاعات الرأي التي نجريها ويتفوق فيها أبو الفتوح تارة، وتارة أخرى صباحي، وتفرغ أنصار المرشحين في التراشق والحرب وتشويه سمعة الآخر، في الوقت الذي عجز فيه مرشحا الثورة الأقوى في التحالف - رفض ابو الفتوح قبول عرض بتعيين حمدين نائب له -، وكالعادة التي فيما يبدو أن أحداً دعا الله ألا يقطعها بالنسبة لنا، اندهشنا من دخول أحمد شفيق رئيس وزراء موقعة الجمل الإعادة أمام المرشح الإخواني محمد مرسي، وذهب مرشحانا أدراج الرياح وحلا ثالثاً ورابعاً، وبدلاً من أن ننظم صفوفنا لتكوين معارضة قوية تستغل حجم الأصوات التي حققها مرشحا الثورة، انشغلنا بتبادل الاتهامات ومن فتت أصوات من، في انعزال كلي ومستديم عن الشارع الحقيقي الذي اختار مرشحيه. أفيقوا...أفيقوا ... أفيقوا يرحمكم الله تناسوا ما سبق وتذكروا أخطائكم، تناسوا خلافكم وتذكروا دوركم القادم، ودعونا نحشد في الشارع للمرة الأولى منذ تفرقنا، دعونا ندعو ابو الفتوح وصباحي لتكوين حزب معارض حقيقي، يعمل خلال السنوات الاربع على غرس أقدامه في الشارع الحقيقي، كي لا نفاجئ خلال انتخابات البرلمان والرئاسة القادمة مرة أخرى، كي لا نكتشف أن عدد مستخدمي تويتر في مصر وصل إلى 1%، دعونا نعمل بجد..كفانا "ولولة". ملحوظة : إذا كنت لا تزال تبحث عن الدهشة فعليك أن تتساءل عن كيفية حصول حزب النور على 7 مليون صوت في انتخابات البرلمان، قبل أن يعلن دعمه للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح، الذي لم يصوت له نصف هذا العدد من السلفيين، على الرغم من أنهم أبعدوا عنه معظم التيارات الأخرى خوفاً منهم، ثم تركوه وحيداً أمام الصناديق. ملحوظة أخرى : لا تتخيل عزيزي المناصر ل أبو الفتوح، أو صباحي أن أصوات الآخر كانت ستكون لك إن انسحب أحدهما، العملية الانتخابية في مصر بلا أي قواعد. ملحوظة أخيرة : الرقم الذي حققه رئيس وزراء المخلوع دليل فعلي وحقيقي على وجود النظام وعمله بكامل قوته، ودليل على أن الثورة يجب أن تستمر حتى تجتث الحزب الوطني وأعوانه. Comment *