التقى زعماء الدول الثماني الكبرى (الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، اليابان، روسيا وكندا) مساء أمس السبت في كامب ديفيد، في الولاياتالمتحدة، وتناولوا بشكل أساسي الأزمة الاقتصادية في دول منطقة اليورو، إلى جانب بعض القضايا الإقليمية كالملف السوري، والملف النووي الإيراني، وانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. وخرجت قمة الثماني ببيان، جاء فيه "نتفق على أهمية وجود منطقة يورو قوية ومتماسكة بالنسبة للاستقرار والتعافي الاقتصادي العالمي، ونشدد على اهتمامنا بأن تبقى اليونان في منطقة اليورو مع احترام التزاماتها". وذكرت "هيئة الإذاعة البريطانية" أن زعماء الدول الثماني منقسمين بين مواصلة إجراءات التقشف، أو دعم إجراءات تحفيز النمو الاقتصادي بدلا منها. من جهتها فضلت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل إجراءات التقشف، على النقيض من من الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند الذي يميل إلى اتباع سياسات تشجيع نمو اقتصادي. وأثار تركيز قمة الثماني على إجراءات النمو الاقتصادي، بدلا من تركيزها المعتاد عن التقشف، اهتمام العديد من الصحف العالمية. كتبت "نيويورك تايمز" الأميركية، عنوانا بارزا في هذا الصدد "قادة العالم يحثون على النمو وليس التقشف"، وذكرت أن زعماء الدول الأكثر ثراءا في العالم تكاتفوا للضغط على ألمانيا حتى تدعم سياسات النمو ووقف أزمة الديون المتفاقمة في أوروبا، وأضافت الصحيفة أن "الرئيس أوباما وللمرة الأولى يلقى هذا الدعم الواسع لرأيه أن أوروبا، وأمريكا كامتداد لها، لا يمكن أن تحملها ميركل على اتخاذ نهج يركز على التقشف. ورأت الصحيفة أن هذا الموقف ليس الكلمة الأخيرة في معركة النمو مقابل التقشف، والتي كانت قيد التنفيذ منذ عامين، وعلى الرغم من أن مستقبل الاتحاد النقدي الأوربي مضطرب، إلا أن ألمانيا – وفقا للصحيفة الأمريكية – إصرارها على أن معالجة اقتصاد أوروبا المريض يأتي من خلال خفض الإنفاق، وهي السياسة التي يقول منتقدون أنها قد تسببت في ارتفاع معدلات البطالة، وأوصلت اليونان إلى حافة الإفلاس وتفاقم الأزمات. وأشارت الصحيفة أن أوباما وميركل عقدوا لقاءا خاصا وبعد انتهاء الاجتماع، قالت ميركل أن النمو وخفض العجز يعزز كل منهما الآخر، وأضافت "علينا أن نعمل في كل المسارات والمشاركين في هذا الاجتماع بينوا هذا الأمر، وأعتقد أن هذا هو التقدم الكبير" كتب دومينيك تييرني أستاذ مساعد في العلوم السياسية في العلوم السياسية في كلية سوارثمور، في موقع "ذي أتلانتيك" التحليلي عن تأثير أزمة اليونان على فرص الرئيس أوباما إلى الدرجة التي وصف بها اليونان بأنها "مهد الديمقراطية، مقبرة الديمقراطيين" في إشارة إلى الحزب الذي ينتمي إليه أوباما وحذر الكاتب من تفاقم الأزمة اليونانية ومن خروج اليونان من منطقة اليورو الأمر الذي سيزيد من حالة الاضطراب في الأسواق المالية الأوروبية وسينعكس بالسلب على وعود الرئيس أوباما الاقتصادية. من جهة أخرى، اندلعت عدة احتجاجات شعبية في دول منطقة اليورو، احتجاجا على إجراءات التقشف التي بدأت في التنفيذ بالفعل منذ عامين. في ألمانيا، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، ألقت الشرطة الألمانية أمس السبت، القبض على حوالي 400 متظاهر في فرانكفورت، عندما تجمع 2000 متظاهر احتجاجا على التقشف. وأشارت الصحيفة الأمريكية المحافظة أن فرانكفورت أصبحت منطقة جذابة للتظاهرات ضد النخب المالية في أوروبا لأن المدينة تضم البنك المركزي الأوروبي وبها مقر أكبر بنك في البلاد "دويتشه بنك". Comment *