كشفت أمهات الأسرى الفلسطينيين عن تفاصيل معاناة أبنائهن بالسجون الإسرائيلية, وقالت عدة أمهات إنهن لم يرين أبنائهن منذ أكثر من 6 سنوات, فيما أشار مشاركون في مؤتمر التضامن مع الأسرى الفلسطينيين الذي عقد بنقابة الصحفيين بالقاهرة اليوم إلى وجود معتقلين فلسطينيين قضوا أكثر من 13 عاما دون أن يسمح لأهلهم بزيارتهم ولو لمرة واحدة طيلة تلك الفترة. وقالت "أم إبراهيم بارود" والدة أحد المعتقلين"نشكر من قام بتنظيم هذا المؤتمر لنحكى ألمنا ومعانتنا عن أبناءنا داخل سجون الاحتلال, أبناءنا على مدار 30 سنة في سجون الاحتلال قضوا عمرهم بين القضبان لأن إسرائيل منتهكة كل الحقوق الدولية اللي بينص عليها المجتمع الدولي, وأضافت :أبناءنا على مدار 6 سنوات ما بنزورهم, ومنذ 15 عاما ما شوفت ابنى غير مرتين, وفيه أسرى كتير مثل ابنى". فيما ذكرت بديعة عنبر أن زوجها استشهد في 2006 ولها ولدان كانوا في المعتقل واحد خرج والتاني مازال في المعتقل, وقالت بديعة " لم أرى ابني منذ 6 سنوات حتى ابنته لم تراه, وأضافت:"سجن وزوجته كانت لا تزال حامل وابنته لا تعرف ملامحه". وقالت:"جئنا لنقول لكم أن أسرانا في السجون يتعذبون في حبس إنفرادي لمدة 13 عاما يحاكون جدران الزنزانة لما يطلع لا يعرف أحد ومنهم من يفقد عقله". وتساءلت "لماذا الصمت والتخاذل العربى؟"، مضيفة "أبناءنا يوضع لهم الأكل مثل الكلاب وتقفل الزنزانة عليهم، أبناءنا يخرجون في توابيت, ومثل ما صار الربيع العربي في مصر والوطن العربي نرجو أن يستمر هذا حتى تحرير الأسرى من سجون الاحتلال هناك أطفال ورجال ينتهك عرضهم داخل السجن نحن من هنا نقول لكم ايديكم فى ايدينا نطلع حاملين السلاح حتى نحرر أبناءنا ونحمل بندقية مثلكم ". وقالت منى ابوصلاح:"أنا أم لأسيرين تم اعتقال زوجي وأبنائي في نفس اليوم وهدموا بيتي هدما كليا, وأدعو ربى ألا يتوفاني قبل ما أشوف أولادي, واؤكد أننا مستمرون حتى يتم تحرير كل أبناءنا الأسري فى السجون الإسرائيلية". ودعت منى إلي ضرورة تحريك قضية الأسرى حتى يتم تحرريهم جميعا "أبناءنا أمانة في أعناقكم ". من جهته, أعلن راجي الثوراني مدير مكتب الفلسطيني لحقوق الإنسان بالقاهرة, ورئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، عن تعليق الأسرى الفلسطينيين اليوم إضرابهم عن الطعام الذي استمر لمدة 78 يوما، لافتاً إلي أنها لم تحدث علي مدار التاريخ أن يدخل المضربين عن الطعام طيلة تلك الفترة، وذلك بعد توصلهم إلي حل مع المحتل الإسرائيلي، قائلاً "المجد لهم في معركتهم العادلة والمشروعة والعار للمحتل والخزي لممارساته". وأضاف مدير المكتب الفلسطيني لحقوق الإنسان بالقاهرة خلال المهرجان التضامني مع الأسري الفلسطينيين الذي نظمته لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين مساء اليوم الاثنين، أنه عندما يكون المناضل داخل السجون، لا يلجا الي السلاح، وما فعله الأسري الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية هو الإضراب عن الطعام، مؤكداً أنه ليس ضعفا او وهنا ولكنه عزة وكرامة وشموخ، لافتاً إلي أن الفلسطينيين ليسوا ضحايا ولن نكون هكذا، مؤكداً أن الأسرى هم من يشكلون حالة المقاومة والنضال الفلسطينية عندما يمارس ضدهم انتهاكات، وأن الأسري يعترضون لانتهاكات مخالفة للقوانين الدولية وانتهاك لمعاهدة جينيف الرابعة للأسرى. وأكد الثوارني، أن المهرجان التضامني مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية، الذي نظمته لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين، الذي يعقد في القاهرة، لا يطالب بتحرير الأراضي الفلسطينية أو حدود 1967 بل يطالب بحقوق إنسانية ضد العزل والأسرى الفلسطينيين داخل سجون المحتل والذين قضوا أكثر من 13 عاما دون أن يسمح لأهلهم بزيارتهم ولو لمرة واحدة طيلة تلك الفترة. وأوضح أنه لا يجوز تعذيب المعتقل، لافتاً إلي أنه تم اعتقال الألاف من الفلسطينيين علي مدار ال45 عاما من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مشيراً إلي أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت 27 نائباً بالمجلس التشريعي الفلسطيني، موضحاً أن رئيس السلطة الفلسطينية نفسه معتقل، موضحاً أن المعتقلين يدبر لهم اعتقال لمدة تصل الي 8 سنوات بدون أدني سبب ومنهم أحمد عز الدين عبد الله البرغوتي محمد التاج وغيرهم، مشيراً إلي أن هؤلاء القادة ليسوا منعزلين بل تجاوز صوتهم ساحات السجون الضيقة الي مشارق الأرض ومغاربها. ومن جانبه قال سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحاميين العرب، أن الوجه القبيح ليس للعدو الإسرائيلي فقط، قائلاً "أن العدو الإسرائيلي ليس وجهه فقط القبيح، بل القبح كل القبح للنظام الدولي والمجتمع الدولي الذي يكيل بمكاييل عديدة، ويسلح المحتل الإسرائيلي، وأيضاً القبح كل القبح ليس للعدو فقط بل للأنظمة العربية المتخاذلة التي تركت المحتل يفعل ما يريد تجاه الفلسطينيين، مطالبا بإسقاط الأنظمة العربية المتخاذلة عن نصرة فلسطين والتي تقدم كل المبررات التي يضعها العدو ". وتعليقاً علي خبر تعليق الأسرى الفلسطينيين إضرابهم عن الطعام، أكد أنه انتابه الفرح والسعادة الكبيرة، وفي الوقت نفسه اعرب عن اصابتهم بصدمة عندما صغر بالعالم العربي الحال وصغرت قضاياه واستطاع العدو الصهيوني أن يعود الي المربع رقم صفر، عام 67 والمستوطنات وقضية القدسالشرقية، مستنكراً أن تقبل الأنظمة العربية اعتقال أعضاء البرلمان الفلسطيني كله، مؤكداً أنه لا يوجد أي نظام عالمي محترم يقبل تصغير القضية الفلسطينية. وقال حلمي الحديدي رئيس منظمة التضامن الأفرو أسيوي " أن قرار إعلان المضربون إيقاف إضرابهم بناء على اتفاق يتضمن فك أسرهم يخرجهم من السجون إلى الحرية ". ووصف الحديدى استمرار حالة الإضراب عن الطعام بين الأسرى الفلسطينيين احتجاجا على تردى أوضاعهم داخل السجون الإسرائيلية بإرادة الحرية والانطلاق من براثن المحتل وقيوده ويمثل رمز العدالة الإنسانية والحرية والاستقلال الفلسطيني. وأدان ما تعلق بالتشريعات التى خرج بها الكنيست الإسرائيلى ضد المعتقلين الفلسطينيين لحرمانهم من كثير من حقوقهم,كما وجه سؤاله إلى فقهاء القانون ومحبى السلام كيف لا تفعلون شيئا لطفل يتعرض لصعق بالكهرباء والتحرش الجنسى؟ ودعا الحديدي إلي تحرك عاجل لإنقاذ حياة الأسرى والذين يتهددهم خطر الموت, وكذلك إلي تشكيل لجنه للتحقيق الدولي تحت رعاية الأممالمتحدة للتعرف على حقيقة أوضاع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية, إضافة إلي دعم التوجه الفلسطيني والعربي لوضع ملف الأسرى على طاولة الأممالمتحدة وتدشين حملة دولية ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحق إخواننا في فلسطين. وقال معتصم الشوا ممثل الجامعة العربية أن الجامعة قررت ,تكليف مجموعة من ممثلى الجامعة العربية فى نيويورك بتقديم طلب إلى الأممالمتحدة لتكوين لجنة تقصى حقائق بمشاركة الصليب الأحمر للتعرف على حالة الأسرى الفلسطينيين". من جهتها, وأشارت فدوى البرغوثي أن بداية الاهتمام بملف الأسرى كان في 2010 في اتحاد المحاميين العرب وكانت محاولة لتدويل قضية المعتقلين من خلال النقابات والمنظمات العربية والدولية ودعت فدوى إلي العمل من أجل الأسرى الفلسطينيين ,وطالبت جامعة الدول العربية بخطة عربية شاملة لا تكون موسمية بل دائمة لدعم الأسرى وعلينا ألا نوصلهم للإضراب عن الطعام . وأشادت فدوى بصبر نساء فلسطين وقالت "أن كل واحدة منهن تحمل قضية وقصة وكذلك تحمل إرادة لن تكسر وسنبقى نناضل ونصبر ونتحمل لنصل إلي دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف التي تتهود يوم بعد يوم بطمس معالمها، القدس أصبحت جسد بلا روح". مؤتمر التضامن مع الأسرى الفلسطينيين يحتفل بانتصار الأمعاء الخاوية.. ويطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في أوضاعهم والدة أحد الأسرى : لماذا هذا الصمت والتخاذل العربى ؟!! .. ايدينا فى ايديكم نحرر أبناءنا ومستعدين لحمل البندقية معكم