ذكرت القناة الثانية في إسرائيل مساء آمس الإثنين، أن السلطات الإسرائيلية ستفرج عن أسير فلسطيني مدان بالقتل وأخر مسجون بتهمة تجارة المخدرات وتعويض ثالث بدفع تكاليف الدفاع عنه في مقابل الإدلاء بمعلومات حول مكان رفات جندي إسرائيلي مفقود منذ 2005. الصفقة التي وصفتها وسائل الأعلام العبرية بأنها استثنائية، نتجت عن تفاوض الجهات المعنية في إسرائيل مع أسير فلسطيني يقضي حكم بالسجن مدى الحياة حول الإفراج عنه وعن أخر مقابل أن يدل السلطات الاسرائيلية على المكان الذي دفن فيه الجندي الإسرائيلي مجدي حلبي ذو الأصل الدرزي. وأعلنت وزارة العدل في إسرائيل، أمس الأول الأحد، أن عامي بالمور رئيس قسم العفو في الوزارة قد وقع الاوراق الخاصة بالاتفاق والذي وصفه احد المعلقين على في المواقع الإخبارية الاسرائيلية أنها “سابقة خطيرة أن تفاوض دولة مسجون للإفراج عنه”. يذكر أن مجدي حلبي من مواليد 1985 من منطقة دالية الكرمل وينتمي للطائفة الدرزية، وقد اختفى في عام 2005 قرب مدينة حيفا أثناء تأديته للخدمة العسكرية، وقد أعتقد مسئولي في الجيش الإسرائيلي في بداية الأمر أنه قد تهرب من الخدمة العسكرية، ولكن ما لبث أن اتضح أنه مفقود بالفعل وأعلن عن ذلك بشكل رسمي في 6 يونيو 2005. وقد أعقب اختفاء حلبي جهود واسعة من جانب متطوعين وليس من جانب السلطات الاسرائيلية في البحث عنه في محيط مكان اختفائه. وقد رجح عم مجدي حلبي، سميح حلبي العقيد السابق في الجيش الإسرائيلي والذي ترأس فريق البحث المتكون من100 متطوع، صرح لجيروليزم بوست في 2007، أنه يشك أن منظمات وصفها بالإسلامية المتطرفة وقفت وراء اختطافه، ورجح أن يكون مجدي حلبي محتجز في سورية أو لبنان أو في الضفة الغربية. ثم في 2008 تلقت أسرة الحلبي اتصالاً من مجهول أفاد بأن مجدي حلبي كان مختطف واحتجز في منطقة في نابلس في الضفة الغربية، ولكن لم يسع للأسرة التأكد من هذه المعلومات، وخاصة في ظل ما وصفته الأسرة ب”التجاهل الرسمي والإعلامي لقضية مجدي”. اليوم ذكر نظمي حلبي والد مجدي، لصحيفة هآرتس أن السلطات دائماً تأتي برد فعل على أي معلومات تصل للأسرة، ولم تبذل السلطات جهود كافية للتيقن من صحتها. وقد أشار عدد من المهتمين بقضية مجدي الحلبي في مؤسسات حقوقية وقانونية إسرائيلية، أن تقاعس الدولة عن القيام بدورها يعكس تميزاً واضحاً، لم تشهده على سبيل المثال قضية جلعاد شاليط، وقد أعلنت احدى هذه المؤسسات بتقديم 10مليون دولا مقابل اي معلومات تفيد في البحث عن حلبي وذلك في عام2007. يذكر السنوات الأخيرة شهدت ادعاء الكثير من السجناء بأنهم يعرفون مكان وجود بعض المفقودين، من ضمنهم حلبي إلا أن مجمل هذه الادعاءات كانت تتمخض عن لا شيء في النهاية. وقد ذكر والد حلبي لصحيفة يديعوت أحرنوت مساء أمس :” بصفتي أب لجندي مفقود، فإنني أرغب أن يتم فحص كل ادعاء من هذه الادعاءات والتأكد من صحة أي تفصيل من التفاصيل الواردة فيه”.