قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور محمود الزهار "إن آليات تنفيذ صفقة تبادل الأسري تضمن عدم قيام إسرائيل بالملاحقة والاغتيالات للمفرج عنهم مشيرا الي عدم المشاركة في تحديد أسماء المفرج عنهم. و نبه الزهار إلي أنه تم الاتفاق مع مصر في هذه المرحلة علي عدة معايير في اختيار الأسماء أهمها من أمضي سنوات طويلة في السجون وتبقي له مدة بسيطة وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة". وحول آلية تنفيذ صفقة التبادل في مرحلتها الأولي المقرر تنفيذها الثلاثاء القادم قال الزهار "إنه سيتم تجميع الأسري المفرج عنهم في موقعين الأول قريب من الضفة الغربية والآخر قريب من مصر ثم يتم تسليمهم إلي سلطة الصليب الأحمر وفي الوقت الذي يتم فيه دخول الأسري إلي الأراضي المصرية والضفة سيتم تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط". وفيما يتعلق بما ذكرته إسرائيل من أن حماس أبدت مرونة عجلت بتنفيذ صفقة الأسري نفي الزهار ذلك .. مؤكدا أننا قدمنا عدة مطالب وحصلنا علي نسبة كبيرة منها وبالنسبة لأسماء القادة قدمنا نحو 50 إسما تمت الموافقة علي 40 وقال "إن من أبرز الأسماء التي رفضها الاحتلال عبدالله البرغوثي ومروان عباس وحسن سلامة وأحمد سعدات". وأشار الزهار إلي أنه لدينا "جندي واحد أسير" ولا نستطيع المساومة بأكثر من ذلك ولقد أمضينا سنوات طويلة حتي تحقق ما توصلنا إليه وصحيح أننا تركنا في السجون أعزاء علينا جميعا لكن معظمهم اعتقلوا في 2005 بينما الإفراج سيتم عن الذين اعتقلوا قبل عام 1987 وهذا كل ما نستطيع أن نحققه. ووصف الزهار صفقة الأسري بأنها "نموذجية" وقال إن إستراتيجية التفاوض حولها كانت مبنية علي تحقيق مجموعة من الأهداف أولها أن تكون ممثلة لكل الفصائل وهو ما حدث وثانيا ألا تخضع لابتزاز سياسي من إسرائيل وثالثا قضية المناطق إذ يجب أن يراعي الوضع الأمني للمفرج عنه بحيث لايتم استهدافه أو اعتقاله ومن هنا قبلنا بقضية الإبعاد إلي غزة أو الخارج. وقال "راعينا أيضا ألا تكون منحازة لطرف علي طرف بمعني ألا تنحاز لناس مدد محكومياتهم قليلة علي حساب ناس مدد محكومياتهم طويلة لذلك تجد أن 325 من 450 أسيرا مؤبدات 99 سنة وما فوق وراعينا أصحاب الحاجات الخاصة ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة كما أخرجنا الأسيرات من لعبة التفاوض بحيث يتم الإفراج عنهن فأفرجنا عن 27 أسيرة في الصفقة الأخيرة و21 أسيرة في صفقة "شريط الفيديو" 'هي الصفقة التي تمت عام 2009 وأفرجت إسرائيل بمقتضاها عن المئات من الأسري مقابل الحصول علي شريط فيديو يثبت أن شاليط علي قيد الحياة" وبالتالي لاتوجد في سجون إسرائيل أية أسيرة فلسطينية". وعن الدور المصري في الصفقة قال الزهار "إن مصر شريك وراع أساسي في كافة مراحل التفاوض" .. كاشفا أن مصر هي أول من تلقي طلبا من حماس حول الصفقة بعد أيام قليلة من اختطاف شاليط '2006' إلا أنه ثبت لها عدم جدية إسرائيل في التفاوض فتوقفت وفي 2009 سعت مرة آخري لكن إسرائيل لم تستجب فتوقفت أيضا الصفقة ..وأخيرا تمت مؤكدا وجود مصر القوي في كافة مراحل الصفقة منذ بدايتها وحتي نهايتها. وردا علي سؤال حول جلوس المفاوض الفلسطيني وجها لوجه مع المفاوض الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة لإتمام الصفقة بالقاهرة أكد القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور محمود الزهار أن ذلك لم يحدث ولن يحدث. وحول إمكانية أن تسهم صفقة الأسري في تهيئة الأجواء لإتمام ملف المصالحة الفلسطينية المتعثر أكد الزهار أن موضوع المصالحة ليس له علاقة بالصفقة المصالحة مرتبطة بما أسماه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" استحقاق سبتمبر لذلك قام بتأجيل كل شيء والقرار في هذا الأمر متروك لأبومازن. وقال "إن السلطة الفلسطينية تهاجم الصفقة الآن وأجهزة أمن الضفة أعدت برنامجا لمهاجمة الصفقة وتجريحها" .. مشيرا إلي أن "أبومازن" قال لنا صراحة أعطوني شاليط وأنا أسلمه حتي يرفع الحصار عن غزة. وأضاف أنه كان يريد تسليمه مجانا والآن تتكلم السلطة عن عيوب الصفقة .. مشيرا إلي تصريحات وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي الذي انتقد الصفقة "وكان المالكي قد ذكر في تصريحات هل الهدف من توقيت الصفقة تعزيز شعبية الحكومة الإسرائيلية وحماس في مواجهة السلطة الفلسطينية وأبومازن فيما أعرب الزهار عن اندهاشه الشديد من هذا التساؤل. وعن اللقاء المرتقب بين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأبومازن قال الزهار "إن هذه اللقاءات لاتخرج بشيء ففي اللقاء الأخير بالقاهرة فشلنا في إنجاز ملفين صغيرين هما المعتقلون وجوازات السفر لأهل غزة". وحول الدعم الذي ستحظي به حماس في الشارع الفلسطيني علي خلفية نجاحها في الصفقة قال الزهار "حماس لاتحتاج إلي دفعة أو دعم وقد حصلت علي ذلك في 2006 عندما فازت بالانتخابات التشريعية والبلدية لكن هذه الصفقة ستؤكد مصداقية برنامج المقاومة الذي طرد الاحتلال من غزة وأخرج المعتقلين أما برنامج المفاوضات فيأتي لنا ب "صفر كبير" حسبما ذكر. وفي حال إجراء انتخابات هل ستحصل حماس علي نفس النسبة السابقة قال الزهار "دعنا نجرب .. أعتقد أن ممارسات السلطة الفلسطينية في الضفة ستوضح النتائج أما في غزة فحماس وفرت ما لم يكن موجودا من قبل مثل أمن المواطن علي نفسه بخلاف العدالة المفقودة ".