حذر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو من تدويل الأزمة الحالية بين دولتي السودان وجنوب السودان، داعياً إلى حل للأزمة في “الإطار الأفريقي لأن تجارب التدويل كلّها غير سارة”. وأكد عمرو في تصريحات لصحيفة “الحياة” اللندنية الصادرة اليوم الجمعة، على هامش مشاركته في اجتماع اللجنة العربية المعنية بالملف السوري: “ما يجري هناك يهمنا من ناحية الأمن والعلاقات وينعكس على مصر ودول الجوار”. وحول جولته التي شملت الدولتين والأفكار التي طرحها ، قال الوزير “في الحقيقة، لم يكن هدفها (الجولة) تقديم أفكار مسبقة. كان الهدف أولاً إظهار الاهتمام المصري بما يدور في جمهورية السودان وفي (دولة) جنوب السودان، لأن ما يدور هناك يهمنا تماما، سواء من ناحية الأمن أو العلاقات (الثنائية)، وثانياً كان هدف الزيارة الاستماع مباشرة إلى وجهة نظر الطرفين في شأن هذه المشكلة (هجليج) والمشاكل الأخرى. بعد ذلك سنكون بعض الأفكار ونطرحها على الطرفين”. وأضاف أن الرئيس السوداني عمر البشير طرح وجهة نظره بشأن النزاع على منطقة هجليج، كما استمع إلى وجهة نظر الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت في مواضيع الحدود والنفط وهجليج. وتابع: “وجدنا استجابة من الطرفين بأن هناك مجالاً لدور مصري لتقريب وجهات النظر”. وبعدما أشار إلى الجهود التي تقوم بها المفوضية الأفريقية وبعثة ثابو مبيكي وإثيوبيا، قال الوزير المصري “إننا حريصون على التنسيق مع تلك الجهات ليكون هناك نوع من التكامل (في أداء الأدوار)” متابعا “إذا كانت مصر قادرة على الإسهام ولو بدور صغير، فإننا نعتبر ذلك شيئاً جيّداً”. وفيما يتعلق بخطر قيام حرب بين دولتي السودان وانعكاس ذلك على مصر والعالم العربي ، قال “المخاطر طبعاً واضحة. بالنسبة إلى الجانبين هذه (الحرب) استنزاف للموارد واستنزاف للقوى البشرية والموارد الطبيعية، وبين البلدين هناك ارتباط عضوي ولا يمكن فصل ما يحدث في طرف عن الطرف الآخر. مثلاً عندما نتكلم عن النفط فما يضر جنوب السودان يضر شمال السودان، والعكس صحيح. والأمر ذاته ينطبق على الموارد الطبيعية وحرية انتقال السلع والخدمات. يجب أن لا يكون هناك سلام فقط، بل يجب أن يكون هناك تعاون قوي أيضاً بين الجانبين”. وفي شأن إمكانية تدويل الأزمة بين الدولتين، قال وزير الخارجية المصري “طبعاً، تجاربنا مع التدويل سواء في العالم العربي أو أفريقيا كلها غير سارة، وهذا الأمر أوضحناه. لا بد أن نحل هذا الموضوع في إطار أفريقي في المقام الأول، لأن لا أحد سيحرص على مصلحتنا كما نحرص عليها نحن الأفارقة”. وعن تحرك مجلس الأمن وتهديده بفرض عقوبات على الدولتين، قال “مجلس الأمن (تحرّك) لأن الموضوع خطير، وهو ينظر إليه من منظور الأمن والسلم الدوليين، هذا خط آخر لكننا نحن في أفريقيا وفي مصر بالذات حريصون على حل الموضوع في إطار أفريقي في المقام الأول”. كان الجيش الشعبي لجنوب السودان استولى مؤخرا على منطقة هجليج الاستراتيجية الغنية بالنفط والواقعة على الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان. وتتعلق الخلافات بين الدولتين بالحدود وعائدات النفط ومنطقة أبيي الغنية بالنفط .