* الصحيفة: المعونات العسكرية استهدفت دعم التعاون في ملف الإرهاب والملف الإيراني وتجاهلت الحريات والديمقراطية * افتتاحية الصحيفة الأمريكية: على إدارة أوباما أن تجد طريقة لتأخير المساعدات أو جزء منها لتظهر دعمها الثابت للعملية الديمقراطية
كتب – أحمد شهاب الدين: نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، عتاب شديد اللهجة لإدارة الرئيس أوباما لشكل علاقتها مع مصر بعد الثورة، فالصحيفة ترى أن العلاقة بين مصر وأمريكا مبنية حول علاقتها بالجيش، التي دعمته بأكثر من 39 مليار دولار كمساعدات عسكرية على مدى العقود الثلاثة الماضية، وتضيف الصحيفة أن الثورة المؤيدة للديمقراطية قدمت فرصة لواشنطن لتغيير هذه العلاقة بدعمها للمجتمع المدني، لكن إدارة أوباما أقدمت على خطأ فادح عندما اختارت ألا تفعل ذلك، والأسوأ من ذلك أن تفعله لحماية صناع الأسلحة الأمريكية لحد كبير. وتشير الصحيفة إلى ماحدث يوم الجمعة من موافقة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لاستئناف المساعدات العسكرية، التي تصل إلى 1.3 مليار دولار سنويا، بعد حجزها منذ أكتوبر الماضي بسبب وجود القانون الجديد الذي يلزم الإدارة على التصديق بأن مصر تحرز تقدما في الحريات الأساسية قبل أن الإفراج عن المساعدات العسكرية، وقد فعل الكونجرس ذلك بعد أن شرع حكام القاهرة العسكريون بمحاكمة أربع منظمات ديمقراطية مدعومة من أمريكا واعتقلت 15 من موظفيها. وتقول الصحيفة أنه بدلا عن أن تصدق كلينتون على عدم استيفاء مصر للمعايير الديمقراطية التي حددها الكونجرس، تنازلت عن هذا الشرط، وسمحت لأموال المقاتلات إف 16 ودبابات إم 1 إيه 1 أبرامز أن تتدفق مرة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى شيء من التقدم نحو نظام ديمقراطي جديد في مصر، فهناك برلمان جديد عقد في وقت سابق من هذا العام، وقامت الحكومة العسكرية بإلغاء قانون الطوارئ الذي يحتجز الآلاف من النشطاء ومحاكمتهم أمام محاكم عسكرية، ويشك كثير من المصريين في تخلي الجيش عن السلطة وتركها للقادة المدنيين المنتخبين، ومع ذلك ترى الصحيفة أن هناك أسباب وجيهة لمواصلة العمل مع الجيش المصري، الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، والتعاون في مكافحة الإرهاب، وكذلك في الملف الإيراني، وتستدرك الصحيفة في أن الدافع للإدارة الأمريكية لاتخاذ مثل هذا القرار – استمرار المعونة العسكرية – حسابات سياسية قائمة فصناعة السلاح جزء من البنية الاقتصادية للولايات المتحدة، فالمسئولون يرون أن حجب المساعدات سيكلف أمريكا فيما يتعلق بفرص العمل والجزاءات. وتخلص “نيويورك تايمز” في نهاية افتتاحيتها للموقف الذي ينبغي أن تتخذه أمريكا حيال مصر في هذه الفترة، فينبغي على إدارة أوباما أن تجد طريقة لتأخير المساعدات أو على الأقل جزء منها، حتى تظهر دعمها الثابت للعملية الديمقراطية، كلينتون لا تزال تحافظ على بعض النفوذ والتأثير من خلال هذه الأموال إذا وضعتها في حساب لوزارة المالية، بدلا من وضعها في حساب بنكي بفوائد خاضع لرقابة مشتركة بين مصر وأمريكا. وتؤكد “نيويورك تايمز” على ذلك بقولها ” إن هذا البلد – مصر – يعيد كتابة الدستور وينتخب الرئيس، من الآن وحتى 1 يوليو، والمصريون جميعا بحاجة إلى التأكد من أن أمريكا تقف خلف التحول الديمقراطي، والإفراج عن الأموال العسكرية يرسل رسالة خاطئة تماما”.