«لأول مرة تواجه العلاقات المصرية-الأمريكية خطرا حقيقيا». هكذا علقت صحيفة «نيويورك تايمز» على الغضب الرسمى لمنع عدد من النشطاء الأمريكيين من مغادرة مصر، وعلى رأسهم سام لحود، نجل وزير النقل الأمريكى. الصحيفة الأمريكية أكدت فى تقريرها أنه لأول مرة منذ 3 عقود باتت المعونة السنوية التى تقدمها أمريكا إلى مصر فى خطر حقيقى. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن المجلس العسكرى على ما يبدو لم يصغ إلى التهديدات المباشرة التى وجهتها إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، له بشأن حجب مساعداتها للجيش، إذا لم تحل مسألة المنظمات الحقوقية غير الحكومية التى داهمتها قوات الأمن موجهة لها اتهامات بالعمل خارج سياق القانون. التوتر بين الولاياتالمتحدة ومصر بات واضحا بشكل جلى -حسب الصحيفة الأمريكية- حينما أعلن مسؤولو المعهد الجمهورى لحقوق الإنسان عن توقيف سام لحود، مدير مكتب المعهد فى القاهرة، وهو متوجه بالطائرة إلى دبى، وهو ما جاء يوم واحد من اتصال الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالمشير حسين طنطاوى يطالبه فيه بتلبية شروط الكونجرس الجديدة على المعونة، التى تقتضى قيام العسكر بخطوات ملموسة نحو الديمقراطية. «نيويورك تايمز»، أشارت إلى أنه على ما يبدو أن طنطاوى لم يصدق تهديدات أوباما حول منظمات المجتمع المدنى، وإلا كان قد تراجع عن قرار منعهم من السفر أو مقاضاتهم. الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أنه بعد قرار المنع الذى تعرض الأمريكيون له، بات من الصعب على وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، أن تعلن لأعضاء الكونجرس أو تقنعهم بإحراز مصر أى تقدم ديمقراطى، أو تنفيذها سياسات حماية حرية التعبير والتجمع واحترام القانون. ونقلت «نيويورك تايمز» تصريحات عن فرانك وولف، عضو مجلس النواب عن ولاية فرجينيا وعضو لجنة المخصصات بالمجلس المسؤولة عن إقرار أى معونة، قوله «إذا استمرت الحكومة المصرية فى استهزائها بالجهود الأمريكية وتقويض الحقوق الديمقراطية، سيكون الأمر خارج نطاق السيطرة، ومن المستحيل الإفراج عن المعونة». واختتمت الصحيفة تقريرها بتأكيد أن تلك القضية باتت محل «نقاش وجدل مستمر» داخل الإدارة الأمريكية، خصوصا بعد ما وصفوه ب«سلبية الحكومة والإدارة المصرية».