قتل شخص على الأقل وأصيب أكثر من خمسة آخرين مساء آمس الجمعة في مدينة بنغازي، إثر اشتباكات مسلحة بين دعاة الفدرالية والمناهضين لها، بعد مسيرة شارك فيها نحو 2000 شخص تأييداً لاعلان اقليم برقة في شرق البلاد “إقليما فيدرالياً”، بحسب مصدر طبي. وقد بدأ الإشتباك بعدما توجه أنصار الفدرالية الذين يتحدر معظمهم من سكان المناطق الواقعة شرق بنغازي، إلى ساحة التحرير أمام مبنى محكمة شمال المدينة، ليقيموا مهرجانا خطابيا. وألقى أحمد الزبير السنوسي الذي يترأس ما يسمى المجلس التأسيسي لاقليم برقة، كلمة في التجمع. وذكر مراسل وكالة “فرانس برس” أن شابين حاولا الصعود إلى المنصة بعد انتهاء كلمة الزبير مباشرة وقاما برشق المتظاهرين بالحجارة، ثم بدأ التراشق بالحجارة بين الطرفين وتحول الى تبادل لاطلاق الرصاص. واحتشد رافضو الفيدرالية، وأغلبهم من سكان المنطقة المحيطة بالساحة، وفرقوا دعاة الفيدرالية بالاسلحة البيضاء والحجارة، وقد تم إضرام النيران في الاكشاك داخل الساحة. ولم تكن الشرطة او الجيش او كتائب الثوار طرفا في هذه الاشتباكات، واكتفت باغلاق كل المنافذ المؤدية للساحة في وجه الداخلين إليها. يذكر أن دعاة الفيدرالية قرروا الخروج في مسيرة الجمعة للتأكيد على مطلبهم باعلان اقليم برقة فيدرالية اتحادية والعودة بالبلاد لدستور الاستقلال الذي وضع في العام 1951 إبان فترة حكم ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي. وكان إقليم برقة الممتد من الحدود الليبية المصرية شرقا إلى مدينة سرت غربا، أعلن أنه اقليم فدرالي. وأصدر المشاركون في المؤتمر التأسيسي “ميثاق برقة للعيش المشترك” بيانا طالبوا فيه بالعودة الى الدستور الملكي الذي ينص على تقسيم البلاد ثلاثة أقاليم هي برقة وفزن وطرابلس والذي استمر العمل به فترة من حكم الملك ادريس السنوسي من 1951 الى 1964. ورفع المتظاهرون شعارات تحتج على تصريحات رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل والتي هدد فيها باستخدام القوة ضدهم.