تزداد دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية قبل موعد إجرائها، ويؤيدها بعض السياسيين وأحزاب تابعة للتيار السياسي المعارض، ويعتبرونها سلاحًا قويًا للرد على التنكيل والتشويه الذي طال كل المرشحين الأقوياء ممكن كان لديهم رغبه قوية في المنافسة. وانتشرت دعوات المقاطعة بعدما أعلن المرشح الانتخابي السابق خالد علي، انسحابه من خوض السباق الرئاسي، وألقي القبض على المرشح المحتمل سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة سابقًا، بعد عزمه على الترشح بأيام قليلة. وجاء دعوات المقاطعة بالتوازي مع صدور بيانات لشخصيات ومؤسسات دولية، ونشر عدد من التقارير في الصحافة الغربية تنتقد إقصاء وحصار المنافسين المحتملين للرئيس السيسي بهدف إخلاء الساحة من أي مرشح جاد قد يربك الحسابات. المحامي الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أيد الدعوات التي تطالب بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، قائلاً إنه يرى بعد ما حدث لكل من المرشحين المحتملين الجادين لخوض السباق الرئاسي من ضغط وانسحاب ضرورة مقاطعة الانتخابات، ردا من الشعب المصري على ما حدث من ضرب وتشويه لكل من انتوى ترشحه أمام الرئيس السيسي. وأضاف عيد ل"البديل"، أن كل ما يحدث في المشهد السياسي المصري يعتبر إهانة للشعب الذي يمثل الجهة الوحيدة المنوطة بالانتخابات، ويريد انتخابات نزيهة وديمقراطيه ويختار من يمثله بحرية، دون أن يفرض عليه أحد. وأكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنّ دعوات مقاطعة الانتخابات ستؤثر بشكل كبير على العملية الانتخابية والديمقراطية، وستظهر صورة مصر في الخارج سيئة بسبب ضعف الإقبال التي قد تشهده الانتخابات، خاصة في ظل الترقب من قبل الرأي العام ووسائل الإعلام الأجنبية. وقال نافعة ل"البديل"، إن انسحاب المرشحين من الانتخابات والقبض على سامي عنان، وعدم تواجد مرشح منافس للرئيس السيسي، بالإضافة لدعوات مقاطعة الانتخابات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" و"تويتر"، سيؤثر على نزاهة وشفافية الاقتراع الانتخابي الذي سيراقبه العالم، وبالتالي النظام يبحث عن مرشح منافس. من جهته، أكد مدحت الزاهد، رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" والقيادي ب"التيار الديمقراطي"، أن عددا من الأحزاب المشاركة فى التيار الديمقراطي كانت تميل إلى مقاطعة الانتخابات، لأن ما يبدو من المشهد السياسي الراهن لن تكون الانتخابات المقبلة حقيقية، ولا يريدون المشاركة فيها، ووصفوها ب"مسرحية هزلية". وأوضح الزاهد ل"البديل"، أن "الحركة المدنية الديمقراطية" ستنظم مؤتمراً صحفياً، الثلاثاء، للإعلان عن موقفها من الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد انسحاب خالد علي من المنافسة الانتخابية، ويشارك في الحركة المدنية الديمقراطية أكثر من 150 شخصية سياسية، وبعض أحزاب التيار الديمقراطي. وقال نجاد البرعي، الناشط الحقوقي: "لم يخيب خالد علي ظننا، لم يكن يمكن أن يستمر وهناك ترويع ممنهج يجري، ما حدث ضد الفريق سامي عنان سوف يجعل كثيرين يتراجعون عن تأييد أي مرشح، وسيكون أمامهم أمران؛ إما تأييد الرئيس أو إغلاق أبوابهم عليهم". وأشار علاء الأسواني، الأديب والروائي: "أرى بعد اعتقال سامي عنان لمجرد أنه أعلن ترشحه، وانسحاب خالد علي من الترشح للرئاسة، ألا يشترك أحد في هذه المهزلة، وينافس السيسي نفسه أمام العالم كله".