قالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان في بيان لها إن سوريا شهدت “اليوم فصلاً دموياً جديداً ذهب ضحيته 97 إنساناً نتيجة القصف العشوائي الكثيف على مناطق عديدة في حمص وإدلب”. وأضافت أن القصف العشوائي بالمدفعية الثقيلة والهاون واستخدام الطيران على حي باب عمرو إلى تدمير كبير في منطقة الحاكورة الملاصقة للحي وقتل فيها زهاء 60 مواطناً، وطال القصف أيضاً أحياء الإنشاءات وباب السباع والرفاعي وكرم الزيتون وسقط العديد من الجرحى. ونال القصف مبنى يستخدمه سكان حي بابا عمرو كمركز إعلامي متنقل لمتابعة وتوثيق الأحداث فأصابه التدمير وقتل نتيجة ذلك الصحفية الأمريكية هاري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك وجرح زملاء لهم. كما قصفت قوات السلطة وقامت باقتحام بلدات وقرى في جبل الزاوية إلى حصول مجازر ذهب ضحيتها أكثر من 35 مواطن سوري. وتعرضت بعض أحياء دمشق مثل الزبلطاني وجوبر لاقتحام ومداهمات لمنازل ناشطين واعتقالات عديدة. واختطف تلاميذ مدرسة وهم في طريق عودتهم إلى بيوتهم من المدرسة في ريف إدلب، فقد اختطف الطفل سامر خالد إسماعيل وفاضل يوسف إسماعيل (15 سنة) من قبل الأمن الجوي في مطار منغ العسكري وتعرضا للضرب والتعذيب والإهانة ثم تمت أحالتهما إلى الأمن الجوي في حلب. واقتحمت قوات الأمن والشبيحة بلدتي الحراك وبصرى الحرير بمحافظة درعا وحصل إطلاق نار واعتقالات وسقط العديد من الجرحى. وأطلق النار على مظاهرة سلمية في جامعة حلب فسقط ضحايا وجرحى في حرم الجامعة. واعتبرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن السلطة في سوريا تجاوزت كل الحدود الإنسانية وأمعنت في قتل المواطنين، وحملتها المسئولية الكاملة عن أفعالها وارتكابها مجازر ضد الإنسانية. وطالبت المجتمع العربي والإسلامي والدولي بتفعيل الأدوات الرادعة للسلطة وإيقافها عند حدها في ارتكاب المزيد من المجازر المروعة بحق المدنيين وخصوصاً في حمص التي امتدت المجزرة فيها لثلاثة أسابيع. وفي الغضون، وجهت اديت بوفييه مراسلة صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية والتي أصيبت في حمص خلال القصف الذي استهدف منزلا يقيم فيه الصحفيون الأجانب، نداء عبر الفيديو اليوم لإنقاذها من الموت. وقالت الصحفية عبر الفيديو الذى تم بثه عبر موقع “يوتيوب” إنها “بحاجة إلى عملية في أسرع وقت” وطلبت وقفا لإطلاق النار وسيارة إسعاف تنقلها إلى لبنان. وأضافت مراسلة لو فيجارو “ساقي مكسورة عند عظمة الفخذ .. أنا بحاجة إلى عملية في أسرع وقت.. الأطباء تعاملوا معنا بأفضل ما يمكنهم وقدر استطاعتهم، لكن لا يمكنهم اجراء عملية جراحية” . وقالت في بداية الفيديو “أنا اديت بوفييه أغطي الأحداث في سوريا مع مجموعة صحفيين وأصبنا مع فريق الصحفيين في الهجوم الذى وقع بالأمس والذي قتلت فيه ماري كولفن وريمي اوشليك”. وكان مقطع فيديو آخر بثه نشطاء سوريون أمس طالب بإنقاذ المصابين ومن بينهم اديت. ووصف فيه أحد الأطباء السوريين حالتها وأوضح أنها في حاجة إلى عملية جراحية، لكن لا يوجد إمكانيات للقيام بها.