* منظمة إسرائيلية: أساليب التعذيب تشمل صب البلاستيك المصهور على جسم الضحية والصعق بالكهرباء والاغتصاب كتب- أحمد شهاب الدين: نشرت صحيفة “جارديان” تحقيقا عما يتعرض له الأفارقة الهاربون نحو إسرائيل عبر سيناء من تعذيب وقتل من عصابات تهريب البشر. وتشير الصحيفة إلى تحذير العاملين في حقوق الإنسان من أن هناك آلاف اللاجئين الأفارقة محتجزون كرهائن في صحراء سيناء من قبل المهربين. وقالت إن هذه التجارة الوحشية ازدهرت على مدى العام الماضي، كما شجعهم الإفلات من العقاب على الابتزاز وطلب أسعار أعلى للمخطوفين. وتقول الصحيفة إن معظم الرهائن أريتريين وطالبي اللجوء السودانيين الذين دفعوا 3000 دولار للعصابات ليأخذوهم إلى حدود إسرائيل، وبدلا من ذلك يتعرضون للتعذيب بشكل يومي ويتصل الخاطفون بأقاربهم في الداخل والخارج يطالبون بمبالغ مالية ضخمة للحفاظ على حياتهم. ونقلت الصحيفة عن أسميروم قوله إنه استقبل عشرة مكالمات من صديقة الطفولة، وهي واحدة من 30 امرأة و 12 رجلا من أريتيريا احتجزوا في مخيم سيناء، اتصلت به لأنها على خلاف مع عائلتها، هوو يعيش في إسرائيل حيث الفرص متاحة هناك أكثر. أخبرته بأنه يتم تجويعهم وضربهم وحرقهم بالأسلاك الكهربائية. وأضاف أن الخاطفين التسعة عشر طلبوا في البداية 40000 دولار في مقابل 42 مخطوفا، وبعد ثلاثة أسابيع خفضوا السعر إلى 300 دولار، وطالبوا أسمروم – 20 عاما – بأن يسلم المال الذي يحتاجونه إلى وكيلهم في إسرائيل أو يقتلونها. وأضاف الشخص الذي طلب من الصحيفة إخفاء هويته، أن “الخاطفين كانوا يضربونها وهم يتصلون به ويديها وقدميها مربوطة ويضعون السماعة على فمها وهي تصرخ” وقال إنه يشعر بالذعر كلما رن الهاتف، موضحا: “أنا لا أفهم جيدا ما يقولون باللغة العربية، يقولون استمع إنها لازالت تصرخ ” ساعدني ساعدني ” ماذا يمكن أن يفعل ؟ ” ونقلت الصحيفة عن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية غير الحكومية قولها “إن أسمروم ليس لديه خيار سوى أن يدفع هذه الأموال”. وتديرالمنظمة عيادة في يافا جنوب تل أبيب وتقدم الرعاية الطبية لطالبي اللجوء والعاملين الأجانب في إسرائيل بشكل غير شرعي وتقدم تلك الرعاية في حالات الطوارئ فقط، وفي كل عام يحاول دخول إسرائيل عدة آلاف من الأفارقة ومعظمهم من أريتريا والسودان. وعلى مدى الأشهر 18 الماضية أجرت المنظمة مقابلات مع 900 شخص تعرضوا للتعذيب في سيناء وتقول الصحيفة أنها تتبع شبكة للاتجار بالبشر والتي تمتد إلى مخيمات اللاجئين في السودان وأريتريا، وقالت تلك المنظمة إن ما لايقل عن 350 شخصا محتجزين الآن . وتقول الصحيفة إن الجروح التي أصيبوا بها من قبل هذه العصابات لم تعد غريبة على عيادة المنظمة فأساليب التعذيب تشمل صب البلاستيك المصهور على جسم الضحية، والصعق بالصدمات الكهربائية والاغتصاب، ويرسمون علامة مميزة على جسد الضحايا بالحديد الساخن الذي يعذبون به، وتكمل الصحيفة أنهم إذا فشلوا في ابتزاز الضحية بهذه الطرق لحصول ما يكفي من المال، يقول الناجون أن العصابات عادة ما تقتل الرهائن أو تبيع أعضائهم . ونقلت جارديان عن أحد الناجين، موجوس رضا 33 عاما، والذي أطلق سراحه في يونيو الماضي بعد تسعة أشهر، أن عائلته دفعت المال الذي جمعوه ببيع المنزل والأشياء الثمينة. وأضاف أن خاطفيه عرضوه للصدمات الكهربائية هو وزملاؤه من الرهائين أمام الأطفال الصغار وكانوا يضحكون بينما تصرخ الضحية من الألم، وقال إن ثلاثة رجال كانوا محتجزين معه توفوا من تأثير الضرب. وأضاف، وفقا لما نقلته الصحيفة: “نمنا ونحن جلوس ولكن عندما حاولوا إيقاظه كان ميتا ” يكمل رضا ” لفوه في ملاءة سرير وألقوا به في السيارة مثل القمامة، فعلوا ذلك معي ذلك، ألقوا بي إلى السيارة ولكني كنت لا أزال على قيد الحياة ” لا يمنعوا أحدا من الاتصال بكل من يريد لأنهم يريدون المال طالما أن تلك الاتصالات مثمرة ” تكمل الصحيفة أن أسمروم لم يعد يتحمل سماع صراخ صديقته، أغلق الهاتف، وحاول جمع الأموال، اتصل بأصدقاء والده في أريتيريا والذي استطاع أن يجمع 17000 دولار عن طريق بيع منزل الأسرة، وأعطى والده له كل ما يستطيع جمعه من أموال ، وأخذ أموال من أصدقائه، وفي النهاية لم يستطع تجميع سوى 24 ألف دولار ولكن ذلك لم يكن كافيا للخاطفين، وكان قد استنفد كل ما يملكه من خيارات. وحين ذهب إلى الشرطة الإسرائيلية وروى لهم القصة طلبوا منه أن يعود إليهم عندما يجمع باقي المبلغ، وأضاف: “بصراحة، يبدو أنهم غير مهتمين”. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أنهم غير قادرين على التعليق بخصوص هذه القضية أو غيرها بدون تحقيق كامل، بينما قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه من غير المناسب التعليق على شأن مصري داخلي. إلا أن الصحيفة نقلت عن ناطق باسم وزارة الداخلية أنه ليس لديه أي معلومات حول التهريب أو التعذيب في سيناء. وتختم صحيفة ” الجارديان ” تقريرها المعنون: “البدو يخطفون اللاجئين والسلطات المصرية تنظر في الاتجاه الآخر” بأن مسؤولية وقف المهربين تقع على كاهل الحكومة المصرية، ومسؤولية إسرائيل حماية الضحايا أيضا، ولكن بدلا من ذلك يحصل الخاطفون على فدية وقصص التعذيب تزداد سوءا.