رغم محاولات عدة للمقاول المكلف من قبل شركة إيجوث للاستثمار السياحي، بهدم فيلا عزيزة فهمي، المدرج بمجلد الحفاظ على التراث بالإسكندرية رقم 142 لسنة 2008، إلا أن إعلان الإبقاء على القصر وترميمه، أثلج صدور المهتمين بالتراث السكندري، بعد غضبة واستغاثات شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي مصاحبة ببلاغات لضرورة الإبقاء عليه. بني قصر عزيزة فهمي ابنة علي فهمي باشا عام 1905 أمام كورنيش منطقة جليم أرقى مناطق الإسكندرية على مساحة 670 متر مربع وسط حديقة مساحتها الإجمالية 15 ألف متر مربع، وصمم على الطراز الكلاسيكي الروماني من تصميم المهندس الإيطالي جرانتو، كما يعد القصر الثالث أهمية بعد "رأس التين والمنتزة". يعود النزاع على قصر عزيزة فهمي منذ 54 عاما بين شركة إيجوث الحكومية، التي تدير عدة فنادق ومنشآت سياحية مملوكة للدولة، وبين ورثة عزيزة فهمي "أبنائها الثلاثة"، ثم دخل في النزاع طرف ثالث؛ أحد الأشخاص اشترى جزءا من نصيب الورثة. ومنذ أيام فوجئ أهالي الإسكندرية بتقسيم حديقة القصر بخطوط جيرية، لتعلن شركة إيجوث إنهاء النزاع القضائي مع الورثة بالطرق الودية، وتمت إجراءات التنازل عن الدعاوى القضائية المتبادلة بينهم بشرط أن يظل القصر شاهدا على التاريخ مع ترميمه وتطويره دون المساس به أو هدم أي جزء منه، وتم تقسيم أرض الحديقة المحيطة بالقصر بحصول شركة إيجوث على 8000 متر شاملة القصر وحصول الورثة وأحد الأشخاص الآخرين على مساحة 7000 متر من حديقة القصر. وأكدت مرفت حطبة، رئيس الشركة القابضة إيجوث، أنه تم البدء في استخراج جميع الدراسات والتصميمات الهندسية للمنشآت السياحة التي ستقام على أرض حديقة القصر وكانت حبيسة الأدراج منذ عدة أعوام بسبب النزاعات القضائية، ومن المفترض أن تطرح الشركة المشروع السياحي الضخم بنظام المشاركة للمستثمرين؛ بحيث سيتم بناء فندق عالمي ووحدات سكنية، وقدم مكتب تصميمات عالمي منذ عدة سنوات، تصميما رائعا للمنشأة السياحية؛ عبارة عن برجين يحيطان بالقصر، لكن قد يختلف التصميم بالطبع؛ لأن الشركة تمتلك ناحية واحدة من حديقة القصر، والناحية الأخرى وتقدر بالنصف للورثة وأحد الأشخاص، وربما تحمل الأيام المقبلة مشاركة منهم في المشروع الاستثماري الضحم، وتقدر التكلفة المبدئية له بملياري جنيه. ونال إعلان المخطط المبدئي للمنشأة السياحية متضمنا الإبقاء على قصر عزيزة فهمي، رضا وسعادة المهتمين بالتراث السكندري، وقال عبد العزيز محمد، أحد أعضاء حملة الحفاظ على التراث السكندري: "مفاجأة سارة وجدتها في أول ماكيت لشركة إيجوث، وتعتبر رؤية جديدة للحفاظ على الفيلات الأثرية، خاصة قصر عزيزة فهمي بتطويره واستغلال المساحة المترامية المحيطة في بناء منشأة فندقية ضخمة من 3 أجزاء يتوسطها القصر، في منظور جديد يجمع بين عبق الماضي وطرازه المعماري والمعاصرة، وهو الحل السحرى بين الروتين العقيم والفكر المستنير. وفقدت مدينة الإسكندرية العديد من المباني والقصور الأثرية خلال العامين الماضيين وآخرها هدم فيلا أمبرون وقبلها شيكرول وفيلا ايجون وشيكوريل وقصر عدلى يكن باشا؛ بسبب الثغرات القانونية الموجودة بالمادة 144 لسنة 2006، التي يستغلها مافيا المقاولات بإخراج المباني الأثرية من قائمة مجلد التراث.