عندما يدلي اليمنيون بأصواتهم يوم الثلاثاء المقبل في انتخابات رئاسية مبكرة سيعلقون آمالهم على المرشح الوحيد في تحقيق سلام في بلادهم. والتصويت هو محور اتفاق وقعه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والمعارضة في نوفمبر الماضي لنقل السلطة بشكل آمن. ونائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يحكم البلاد منذ ذلك الحين هو المرشح الوحيد. ويأمل اليمنيون في أن ينهي هادي اضطرابات استمرت على مدار عام تقريبا في البلد الفقير الواقع في شبه الجزيرة العربية. وقال فؤاد الصالحي أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء لوكالة الأنباء الألمانية: “ربما لا تأتي الانتخابات بتغييرات جذرية في المشهد السياسي لليمن، غير أنها ستخلق استقرارا نسبيا لقوى سياسية مختلفة في البلاد للتوصل إلى خطة عمل متماسكة”. وليس هناك أي بيانات جرى تحديثها حول عدد الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في اليمن الذي يبلغ عدد سكانه 7ر24 مليون نسمة طبقا لأحدث إحصاء رسمي للسكان. وكان هناك تسعة ملايين ناخب سجلوا أسماءهم في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2006 طبقا لبيانات حكومية. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسئولي الانتخابات قولهم إن نحو 12 مليون بطاقة اقتراع جرى طباعتها لانتخابات يوم الثلاثاء المقبل. وذكرت اللجنة العليا للانتخابات أن مئة ألف جندي سيتم نشرهم في مختلف أنحاء 21 محافظات في البلاد لضمان السلام والأمن. وتحث العديد من الجماعات اليمنية التي كانت نشطة خلال الانتفاضة ضد حكم صالح الناس على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. وقال وليد العماري المتحدث باسم لجنة التنسيق العليا للانتفاضة اليمنية: “هدفنا الرئيسي للثورة هو الإطاحة بصالح من السلطة”. وأضاف أن المظاهرات المناهضة للحكومة قد “تنحسر أو حتى تتوقف” إذا تمكن الرئيس الجديد من تطهير المؤسسات الأمنية والعسكرية في البلاد من أقارب صالح. وعندما دشن هادي،67 عاما، حملته في السابع من فبراير الجاري تعهد بإجراء حوار وطني حول جميع القضايا من بينها الثروات في المناطق الجنوبية والشمالية. وقال هادي :”ستكون انتخابات 21 فبراير السبيل للخروج من الأزمة التي تهدد باندلاع حرب أهلية شاملة”. وفي محاولة واضحة لتعزيز فرص هادي في صناديق الاقتراع أمر صالح الذي يتلقى علاجا طبيا في الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع بأن يتم استبدال صوره في المؤسسات الحكومية بصور المرشح الرئاسي. وقال الصالحي :”من المحتمل أن يدفع الإجماع في الرأي محليا وإقليميا ودوليا على هادي باعتباره المرشح الوحيد في الانتخابات قوات الأمن والجيش على المساعدة في نقل السلطة بشكل هادئ”. لكن الطريق أمام هادي من المحتمل ألا يكون هادئا. وصعد الحراك الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن حملته لمقاطعة الانتخابات. وفي الوقت نفسه سعى مسلحون يشتبه في صلاتهم بتنظيم القاعدة على مدار أشهر لأن يطأوا بأقداهم بقوة في اليمن مستفيدين من الحكومة المركزية الضعيفة والمظاهرات المناهضة لصالح. غير أن الصالحي يعتقد أن مقاطعة الانتخابات لن يضر لا بالعملية الانتخابية ولا نتيجتها. وأضاف:”في ضوء الاهتمام الإقليمي والدولي الواسع بتلك الانتخابات سيكون هناك إجراء صارم ضد هؤلاء الذين سيحاولون عرقلة التصويت”.