افتتح وزير الثقافة حلمي النمنم، ونظيره محمد زين العابدين وزير ثقافة تونس، أمس الإثنين، معرض الكتاب الثالث بالأقصر، والذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، بحضور الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة، والدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، ومن المقرر أن تستمر فعالياته حتى الأول من نوفمبر المقبل، في إطار فعاليات أسبوع الثقافة التونسي باعتبار الأقصر عاصمة للثقافة العربية لعام 2017. ويضم المعرض بين جنباته أحدث إصدارات هيئة الكتاب من النشر العام والسلاسل التي تصدرها الهيئة في مختلف المجالات، إضافة إلى الكتب الصادرة من مكتبة الأسرة وكتب الأطفال، فضلا عن الإصدارات التونسية المشاركة في المعرض، وتقدم الكتب بتخفيضات تصل إلى 50%، ويفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور على فترتين الأولى من العاشرة صباحا حتى الثانية ظهرا والفترة الثانية من الخامسة إلى الحادية عشرة مساء، كما شهدت فعاليات الأمس افتتاح معرض الفنون التشكيلية بعنوان "مدرسة تونس" بقصر ثقافة الأقصر، والذي ستستمر فعالياته حتى 27 أكتوبر الجاري. وقال حلمي النمنم، إن الربيع العربى بدأ في تونس ثم انتقل إلى مصر ثم إلى باقي الدول العربية، "صحيح أنه لم يكن ربيعا في كل البلاد العربية لكنه على الأقل في تونس ومصر حافظ على حجته وحافظ على أن يكون ربيعا للحرية وربيعا للنور". وأشار النمنم، إلى أن العلاقات الثقافية بين مصر وتونس تعود إلى أقدم العصور، مضيفًا: "نتذكر جيدا ابن خلدون والدولة الفاطمية ونتذكر أسماء كبيرة، وباستمرار كان هناك علاقة وطيدة بين جامعة الأزهر وجامعة الزيتونة باعتبارهما أقدم جامعتين عربيتين، أما فى العصر الحديث فقد كانت مصر وتونس تسيران فى خطين متوازيين ، فلم يكن مصادفة أنه في توقيت واحد تقريبا في القرن التاسع عشر أن تكون تونس ومصر أقدم بلدين في الشرق ولدى كل منهما دستور مكتوب، وأقدم بلدين في الشرق لدى كل منهما برلمان". أما وزير الثقافة التونسي فقال: "من دواعي الفخر والاعتزاز أن أكون بين أهلنا في مصر الحبيبة وبالتحديد في مدينة الأقصر، هذه المدينة العظيمة التي أخذت مشعل هذه السنة من مدينة صفاقسالتونسية كعاصمة للثقافة العربية، وهذا التزاوج الجميل بين مدننا التاريخية في حقل الإبداع الثقافي والفني لهو خير دليل على أن حضارتنا العربية صامدة أمام كل التحديات وترتكز على أسس متينة وترمي بعروقها في عمق التاريخ". وأضاف الوزير التونسي: "ندرك أن إعادة بناء المشروع الثقافي الوطني، وتجديد العقد الاجتماعي في مجتمعاتنا على أساس المواطنة الواعية والفعالة هي الشروط الوطنية للتنمية واستعادة الأسس التاريخية بين أمم العرب، وفي تونس أعلنا عن تلك الحقبة الوطنية للثقافة والتراث باختيار مدن بذاتها مدنا للحضارات، ومثلما هذا الشأن في أرض مصر فإن مدينة تونس وريثة قرطاج، تماما مثل مدينة الأقصر التي تعتبر وريثة الحضارة الفرعونية بمعابدها".