شهدت أروقة المسرح السوري ظهور شخصية غوار الطوشة من جديد بعد انقطاع طويل، وذلك على مسرح "أوبرا دمشق"، ضمن النسخة الثانية عبر احتفالية "هنا لنا 2 – نتذكر"، التي نظمتها مبادرة "أحباب يا بلدي"، وكانت استكمالا للفعاليات التي أطلقتها المبادرة من قلب العاصمة السورية دمشق قبل سنتين بنفس العنوان، والتي سيعود دخلها إلى الجراحى والمصابين في الحرب السورية. ظهرت شخصية غوار الطوشة إلى العلن على يد الفنان السوري دريد لحام في ستينيات القرن الماضي عبر المسلسل الكوميدي السوري "مقالب غوار"، الذي أخرجه خلدون المالح، ثم قفزت الشخصية إلى السينما ومنصة المسرح لتنتشر بعدها عبر العالم العربي بأكمله، وبالنسبة لاسم الشخصية، من اختيار لحام؛ فالشق الأول "غوار" اسم لشخصية حقيقة كان على صلة بها، والثاني أضافه إليه حتى تكون الشخصية مناسبة لجميع الأحداث والوقائع التي تمر بها في السينما والتليفزيون والمسرح. ويعتبر غوار الطوشة الشخصية الكوميدية الأشهر في تاريخ المسرح والدراما والسينما السورية، وأراد لحام من هذه الشخصية أن يرمز إلى المواطن السوري البسيط المتمسك بالزي التقليدي وبالعادات الشرقية، والذي يكافح بشكل يومي للحصول على لقمة عيشه، وفي سبيل ذلك كله نراه يتمع بالخبث والدهاء، في ظل ما يقابله من حظء سيئ في أغلب الأوقات، وكان غوار يجمع في سياق حديثه المصائب الشخصية للمواطن والمآسي التي يشعر بها العربي في كل بقعة من أرجاء المعمورة . لم يقدم لحام الشخصية على الأراضي السورية منذ ثمانينات القرن الماضي، وكان آخر لها عبر خشبة المسرح القطري، حيث قدمها دريد وقتها في مسرحية السقوط، وظهرت الشخصية في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية؛ منها "كاسك يا وطن، شقائق النعمان، ضيعة تشرين، صانع المطر، غربة، عودة غوار" وغيرها الكثير. في مسرحية كاسك ياوطن، مثلا، حاول لحام من خلال شخصية غوار الطوشة أن يقدم كوميديا عربية ناقدة وهادفة عبر مواقف مختلفة تتعرض لها الشخصية خلال الأحداث، وحققت نجاحا كبيرا في جميع أرجاء الوطن العربي، أما مسلسل "عودة غوار" ففيه يعود غوار الطوشة بمصاحبة أبو عنتر وصديقه تحسين ويحكي قصة الأصدقاء الثلاثة ومدى تأثير المادة وظروف الحياة على هذه الصداقة، حيث هدف من خلف الشخصية أن يوضح مدى تأثير الأموال على شخصية بعض الناس، وفي مسرحية ضيعة تشرين، دارت أحداثها في شكل كوميدي حول حرب 1973 في سوريا وبعدها وانعكاس الانتصار على الإنسان السوري.