شائعة موت دارت فى أرجاء الوسط الفنى وهبطت على بيت الفنان السورى المُشاع أنه تُوفى.. تلبدت ضحكات البيت واعتبر الفنان السورى دريد لحام أن أنباء وفاته «شائعة سخيفة من أشخاص يروجون فقط للشائعات».. شائعة أثرت نفسياً فى أسرة الفنان الهادئ «فيلسوف السخرية». يعتبر البعض «لحّام» شعلة التنوير فى مدرسة الضحك التى تخرج فيها عباقرة الكوميديا؛ فقد نجح الفنان خفيف الظل فى الوصول للبسطاء عبر أعماله الكوميدية التى تمس تفاصيل حياة العرب والسوريين على وجه خاص. «الضاحك الباكى» هو اللقب الجامع بين نقيضين والذى اشتهر به دريد لحام؛ نظراً لنجاحه فى سرقة الضحكة من قلوب جمهوره والدمعة من عيونهم وهم لا يدرون. رحلة نجاح شاقة طويلة بدأت عام 1960، واصلها «لحّام» رغم سيول الانتقادات التى تنتقد موقفه السياسى الحالى المساند للرئيس السورى بشار الأسد. ويرفض النجم السينمائى والمسرحى السورى مغادرة سوريا هو وأسرته المكونة من زوجته وأبنائه الثلاثة (ثائر وعبير ودينا) رغم وابل الرصاص والقنابل والدانات والغازات التى تمطر سوريا يوماً بعد يوم. عانى مع زوجته الكثير لتربية أبنائه ولا يجد الفنان السورى حرجاً فى التصريح بأنه فى بداية مشواره الفنى كان يشترى ملابس أبنائه من متاجر الملابس المستعملة؛ لأن دخله الفنى لم يكن يطعم خبزاً، كما يصف. ولدريد لحام حلم يتمنى فى يوم أن يحدث وهو عمل يجمعه بالفنان عادل إمام، سواء سينمائى أو درامى. وُلد الممثل والمخرج السورى دريد محمد حسن اللحام بالقميرية بدمشق، فى أسرة بسيطة. بدت مواهبه فى مسرح الجامعة أثناء دراسته الكيمياء فى كلية العلوم عام 1958، وعمل بالتدريس قبل أن يتجه للعمل بالسينما والتليفزيون، كما اشتهر من خلال تقديمه شخصيه «غوار»، ومن أشهر أعماله الثنائيات الكوميدية مع الفنان نهاد قلعى فى العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية والتليفزيونية، كما عمل «لحام» مخرجاً وممثلاً مسرحياً فى العديد من الأعمال الشهيرة، منها: «كاسك يا وطن» ذات المغزى والإسقاطات السياسية، و«غربة»، و«شقائق النعمان»، ومن أعماله للتليفزيون: «أحلام أبوالهنا»، و«عائلتى وأنا»، و«عودة غوار». ومن الأفلام التى أخرجها الفنان السورى: «الحدود»، و«التقرير»، و«الكفرون». واستطاع «لحام» أن يفسح مجالاً واسعاً لمصلحة الأعمال الكوميدية فى سوريا، ورغم الانتقادات التى وُجّهت لهذه الأعمال فإنه حظى بشعبية كبيرة بسبب تقديمها، مثلما كان الحال فى فيلمى «التقرير» و«كفرون».