* عائد تجارة التهريب بسيناء العام الماضي يقدر بنحو 190 مليون جنيه استرليني كتب – عبد الله صقر : قالت الكاتبة بالجارديان هاريت شيروود، أن الهجوم على منتجع أكوا صان في سينا ليس سوى حلقة في مسلسل العنف المتزايد في شمال سيناء خلال الأشهر الماضية، من خطف السائحين وعمليات السطو المسلح، وتفجير خط إمداد الغاز لإسرائيل، وعمليات تهريب الأفراد والأسلحة والمخدرات وصعود للمليشيات إسلامية. وما يربط كل هذا بموقف البدو الجديد بعد عقود من تهميشهم وإهمالهم والتمييز ضدهم، بالإضافة للفراغ الأمني عقب الإطاحة بنظام مبارك. ووصف المحلل الإسرائيلي إيهود ياري في تقرير له بعنوان “سيناء جبهة جديدة” شبه الجزيرة موقع ساخن جديد ببنية تحتية “إرهابية” آخذة في التوسع، معبراً عن قلقه من انهيار أمني كامل في شبه الجزيرة وحولها ومحذرا من تحولها إلى دويلة فارين مسلحين. قالت الكاتبة أن التهريب صار حرفة بعض العصابات المسلحة على الحدود مع إسرائيل، السلاح والسلع لغزة، والحشيش واللاجئين لإسرائيل، من الأفارقة الفقراء الفارين من الحروب أو المجاعات، والذين يقطنون معسكرات يشيع فيها حوادث الاغتصاب والتعذيب. حيث ذكر ياري في تقريره ان عائد تجارة التهريب بسيناء العام الماضي يقدر بنحو 190 مليون جنيه استرليني. على الصعيد الإسرائيلي، تقوم إسرائيل ببناء جدار عازل بارتفاع خمسة امتار فوق الأرض، وعمق متر ونصف، عند حدودها مع سيناء. بالإضافة لهذا، تؤكد الكاتبة أن البدو يعانون أساساً من الفقر وانعدام الاستثمار في التعليم والصحة والنقل، بعد أن ظلوا مهمشين لزمن طويل تحت القبضة الحديدية لنظام مبارك. في جنوبسيناء، يتركز الاستثمار منذ التسعينات على المنتجعات الكبيرة في شرم الشيخ، قرية صيد البدو فى الأصل، وكذلك برنامج ريفيرا البحر الأحمر الذي ساهم في تهميشهم لحد أبعد، وإحجام أصحاب المنتجعات عن توظيفهم وتفضيلهم استيراد عمالة من القاهرة والمدن مصرية الأخرى. تقول فداية ربابة، ذات ال20 عاما: “هذه أرض البدو لكن أصحاب الفنادق لا يريدون البدو في فنادقهم، حتى النساء لا يسمح لهن ببيع أشياء على الشاطئ”. وفي المقابل، تخصص هيئة السياحة المساحات على الشاطئ لبناء المنتجعات مما يضيق الأمر على البدو أكثر أو يدفع بهم لأبعد نحو الصحراء، ورغم ذلك تطالب الكثير من القبائل الآن بتعويضات عن أراضيهم التي تعود لهم تاريخياً. يقول أيمن معيد مدير منتجع أكوا صن أن الثورة كانت تغيير حقيقي لأن البدو تحت نظام مبارك كانوا كأنهم في صندوق، لا يقولون شيء ولا يقومون بشيء لكنهم الآن لديهم الحرية لفعل ما يشاءون، لأنهم هم القوة الآن وهم أصحاب الأرض. ويؤكد سليمان ربابة، 24 سنة، أن البدو بالفعل يشعرون بقوة جديدة بعد سقوط مبارك، “يمكنك الآن أن تذهب لأي مكان. بالطبع أحوال العمل سيئة بسبب الثورة، لكن الحرية أهم.”