المخرج اللبنانى زياد دويرى له اسم كبير فى السينما لما حققه من افلام كان معظمها عنوانا للجدل والنقاش وكان احدثها فيلم « الإهانة « وهو الاسم الأجنبى للفيلم، بينما الاسم العربى المطبوع على تترات الفيلم هو (قضية رقم 23) الذى فاز بطله الفلسطينى كمال الباشا بجائزة أفضل ممثل بمهرجان فينسيا «البندقية » السينمائى فى دورته 74 التى انتهت قبل ايام. زياد دويرى الموعود بالأزمات والجدل، تم احتجازه قبل أيام فور دخول وطنه لبنان لحضور العرض الأول لفيلمه الجديد «قضية رقم 23». والذى يفترض أن يتم اليوم . وما ان وطأت قدماه مطار بيروت، تم احتجازه على الفور، وأحالته إلى القضاء العسكرى بتهمة زيارة اسرائيل والتعامل مع ممثلين اسرائيليين فى فيلمه السابق (الصدمة). وبعد التحقيق مع دويرى لساعات، تم الإفراج عنه وقد عبر ل »الاهرام« عن حزنه الشديد من جراء احتجازه وقال فى تصريحات خاصة ”: انفعلت بما حدث لى , ولكن اؤكد لك أن تصرف السلطات اللبنانية كان انسانيا ولائقا وراقيا فأنا أتيت ومعى جائزة من مهرجان فينيسيا “ البندقية “ - يقصد جائزة افضل ممثل التى حصل عليها بطل فيلمه الممثل الفلسطينى كمال الباشا - والأمن العام اللبنانى سمح بعرض فيلمى ولا أعرف من وراء ما حصل ، لقد اطلقوا سراحى وتسلمت جوازى سفرى الفرنسى واللبناني. وقال دويري: كنت أريد معرفة التهمة، فاكتشفت أن بعض القوى الظلامية والجماعات التى حاربت فيلم «الصدمة». هى من تقف وراء هذه القضية إنهم يريدون إجبار الدولة على منع عرض فيلمى الجديد الذى يدعو للمصالحة العربية وطى صفحة الماضي. مواجهة الإرهاب الفكري وردا على سؤال حول دعم وزير الثقافة غطاس خورى الذى اشاد بالفيلم الجديد قال زياد دويرى : هناك دائما قوى لبنانية وهم الاكثر تأثيرا تنتصر للابداع والفكر، وهناك قوى وجماعات يحاربون الفكر ولا يريدون أن يسمعوا أى رأى يخالف آراءهم وكل من يخالفهم يخونونه .. هؤلاء هم قوى الارهاب الفكرى ، فهؤلاء يستخدمون كلمات مثل النازية ضد اليهود او مثل كلمة إرهابى ضد كل مسلم فى الغرب .. اليوم نعيش فى وقت فيه ارهابيون متطرفون دينيا وهناك أيضا إرهابيو فكر . قلت لدويري: ولكن التهمة التى يوجهها اليك اللبنانيون، هى التطبيع مع اسرائيل فقال: ان التطبيع صار تهمة بلا معنى وأنا لم أطالب أبدا بالتطبيع ، ولن أطالب به، وانما السينما للتعبير عن الرأى الحر، فقد ذهبت الى هناك لصناعة فيلم سينمائي. وكان صحفيون لبنانيون قد اتهموا دويري، قبل سنوات بالتطبيع مع «إسرائيل» لكونه صور جزءا من فيلمه السابق «الصدمة» هناك الذى منع عرضه فى لبنان قبل 5 سنوات. ما حدث مع زياد دويرى يشير الى وجود تناقض لبنانى ففى الوقت الذى طالب بعض الكتاب بمنع دويرى وتوقيفه بدعوى التطبيع اختارت وزارة الثقافة اللبنانية فيلم زياد دويرى الأخير «قضية رقم 23» لتمثيل لبنان فى جوائز الأوسكار 2018. والفيلم الجديد يتوقع أن يحدث جدلا كبيرا فى لبنان فحسب ما تم تداوله عن قصة الفيلم فانه يحلل الانقسام السياسى والطائفى فى لبنان حيث تجرى أحداث فيلم «قضية 23» فى أحد أحياء بيروت، حيث تحصل مشادة بين طوني، وهو مسيحى لبناني، وياسر، وهو لاجئ فلسطيني. وتأخذ المشادّة أبعادا أكبر من حجمها، وتُرفع القضيّة إلى المحكمة على وقع تضخيم إعلامى . وسألت دويرى لماذا تطرح هذه المعالجة الجريئة الآن؟ قال: «لقد صنعت فيلما عن ضرورة المصالحة بشكل كامل وطى صفحة الخلافات اللبنانية بشكل خاص و مع كل عربي». ورغم جرأة طرح الفيلم فى معالجة موضوعه فان وزير الثقافة اللبنانى غطاس خورى قال إن فيلم دويري: يستحق أن يمثل لبنان خصوصا أنه فرض نفسه بمجرد اختياره ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائى من بين مئات الأفلام. وقال الوزير : لقد شاهدت عرض الفيلم فى مهرجان فينسيا ولمست التفاعل الكبير مع الفيلم ووقوف الجمهور لدقائق مصفقا له . جدل كبير حول صدمة الاحتجاز اعتقال واحتجاز دويرى احد اهم مخرجى السينما اللبنانية وصاحب أفلام «بيروتالغربية» و «ليلى قالت» و «الصدمة» تصدر وسائل التواصل الاجتماعى فى لبنان امس الاول وكتب عدد من البارزين كلمات تنتصر للمخرج اللبناني، حيث كتب وزير الثقافة غطاس خورى على تويتر «دويرى مخرج لبنانى كبير ومكرم فى العالم، واحترامه وتكريمه واجب». اما النائب ميشال معوض، فكتب على تويتر: «كان الأجدر بالمعنيين استقبال المخرج زياد دويرى العائد بجائزة أفضل ممثل عن فيلمه “القضية 23” من مهرجان البندقية بالسجاد الأحمر والتكريم، وليس بالأصفاد والاحتجاز. لن نقبل بعودة هذه الممارسات!». الصدمة لا يؤيد الاحتلال أما فيلم «الصدمة» الذى تسبب فى أزمة دويرى فى مطار بيروت، فقد قدمه دويرى قبل 5 سنوات وشارك فى عدة مهرجانات منها مهرجان مراكش فى دورته الثانية عشرة ونال الجائزة الكبرى ، وكما افلام دويري، حمل الفيلم ثلاثة عناوين هى :الصدمة ، الانفجار، الهجوم والفيلم مأخوذ عن رواية «الصدمة» للجزائرى محمد مولسهول والشهير باسم «ياسمينة خضرا», وتم تصويره بين نابلس وتل أبيب وبلجيكا, وشارك فى بطولته عدد من الممثلين العرب واليهود وشاركت فى انتاجه شركات فنية من لبنان وفرنسا وقطر ومصر وبلجيكا. وتدور أحداث الفيلم حول قصة أمين جعفرى الطبيب الفلسطيني” ناجح” -يلعب دوره النجم على سليمان، الذى يعيش فى تل أبيب وكرمته السلطات لتميزه ولديه أصدقاء يهود ومتزوج من فتاة مسيحية عن حب ووسط حالة الإبداع المهنى والتقدير الذى يلاقيه من الإسرائيليين يحدث الانفجار أو الصدمة, وذلك عندما تحدث عملية فى اسرائيل ويروح ضحيتها 17، وتكون المفاجأة أن زوجته المسيحية هى من فجرت نفسها وقامت بالعملية الانتحارية. ومن هذه اللحظة تنطلق الأحداث بحثا عن أجوبة وطرح أسئلة عن الحل, وهل هو فى التفجيرات أم الحوار والتعايش؟, ويعيش الطبيب حالة من التفكير خصوصا بعد أن يقرر البحث عن الذين جندوا زوجته، وفهم الأسباب التى حولت الزوجة إلى قنبلة. وعن جرأة التناول قال لى فى حوار سابق: أردت أن أقدم فيلما يجعلك تفكر, والمؤكد أننى لا أؤيد الاحتلال الإسرائيلي، وأتحدى أى شخص يقول إن فيلمى يدعم الاحتلال, وإنما عرضت وجهة النظر الأخرى.