* الجارديان تتوقع تغير المشهد السياسي في الانتخابات المقبلة وصعود الأحزاب اليسارية التي عارضت التخفيضات في الميزانية * “بي بي سي”: 80 ألف يوناني تظاهروا في أثينا و20 ألف في تسالونيكي.. والحرائق تنشب في 10 مبانٍ كتب- أحمد شهاب الدين: اهتمت الصحف العالمية ووكالات الأنباء اليوم بالمظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها اليونان حاليا, مشيرة إلى أن المتظاهرين أعلنوها ثورة شعبية ضد إجراءات التقشف، وقالت صحيفة “جارديان” البريطانية إن المتظاهرين المعارضين للحكومة حولوا الميدان أمام البرلمان اليوناني في أثينا إلى ساحة حرب في مساء الأحد بينما يناقش السياسيون خطة التقشف المثيرة للجدل بهدف تفادي التخلف عن سداد الديون السيادية لليونان”. واعتبرت الصحيفة أن الاقتراع حول هذا الأمر في مجلس النواب، هو الحدث الأهم في تاريخ اليونان الحديثة، والذي بسببه اشتعل الغضب واندلعت أعمال العنف خارج البرلمان حيث احتشد المحتجون. وارتدى بعضهم أقنعة سوداء واشتبكوا في معارك ضارية مع الشرطة، ورفع آخرون لافتات مكتوب عليها “ثورة شعبية ” و” إما نحن أو هم” و”لا تقامر بالابتعاد عما حققناه”. وفي حين تم إرسال أكثر من خمسة آلاف من ضباط الشرطة إلى العاصمة تم استدعاء وحدات من الريف تحسبا للاشتباكات التي اندلعت بعد ساعة من تجمع المتظاهرين. وذكرت الصحيفة أن نائبا شيوعيا طرح مشروع القانون الذي كان قيد المناقشة في البرلمان ولكن وزير المالية ايفانجيلوس فينيزيلوس تحدث إلى البرلمان بأنه ليس هناك مخرج سهل لليونان. وتوقعت ال”جارديان” أن تشهد الانتخابات المقبلة تغيرا كبيرا في المشهد السياسي ومن المرجح أن تعاد الانتخابات مع صعود الأحزاب اليسارية التي عارضت بشدة التخفيضات في الميزانية. ومن جانبها، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن إقرار البرلمان اليوناني لمشروع قانون الإجراءات التقشفية، صاحبه تصاعد للأعمال الاحتجاجية في مركز العاصمة اليونانية أثينا. وأوضحت أن المحتجين ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة ورد رجال الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وذكرت “بي بي سي” أن النيران اندلعت في عشر مباني على الأقل بينها عدة بنايات تاريخية ومقاه ودور سينما, وأصيب عدد من الأشخاص، فيما حث رئيس الوزراء لوكاس باباديموس المحتجين على ضبط النفس، قائلا: “لا مكان للعنف في الديمقراطية “. وقال لونيس سيمانتيراس، أحد المحتجين إن: “الشرطة حاصرت المحتجين بحيث لم يستطيعوا الهرب من مجال قنابل الغاز” وفي ختام تقريرها ذكرت ” بي بي سي ” أن عدد المشاركين في التظاهرات 80 ألف شخص في تظاهرات أثينا و شارك 20 ألف في تسالونيكي. ومن جانبها، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية على موقعها الإليكتروني تقريرا بعنوان “البرلمان اليوناني يوافق على تدابير التقشف”، أكدت فيه أن البرلمان وافق على خفض كبير للإنفاق فجر اليوم في محاولة لتجنيب البلاد من خطر الإفلاس. أما في الشارع، فكانت الصورة مختلفة تماما وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه “أحرقت مباني في أثينا، أشعل فيها المتظاهرون الغاضبون النار، خوفا من أن تكون المطالب الأوروبية التي تعيد تشكيل اقتصادهم ستزيد من تفاقم الركود وتصيب الاقتصاد بالشلل”. وأوضحت الصحيفة موقف الحكومة بأن “التدابير التي اتخذتها ستخفض من الحد الأدنى للأجور وتقلل من عدد العاملين بالحكومة وتخفض الإنفاق الحكومي على التأمينات”، وهي التدابير التي لا تحظى بشعبية، في بلد تبلغ نسبة البطالة فيها 21 في المائة وسط توقعات قاتمة بشأن المستقبل. وأضافت الصحيفة أن “القادة الأوروبيين يقولون إن اليونان ستفلس في النهاية – حتى مع وجود خطة الانقاذ بمبلغ 182 بليون دولار- إذا لم تجري التغيرات المطلوبة منهم”. وترى الصحيفة أن تخلف اليونان عن دفع الديون المستحقة له عواقب وخيمة على نظام الاقتصاد العالمي وغيرها من الدول التي تترنح اقتصاديا.