على الرغم من مرور ثلاثة أعوام على عملية "ناحل عوز" التي نفذتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في 28 يوليو عام 2014، في إطار معركة العصف المأكول، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال غير قادر على نسيان ما أحدثته المعركة من صدع في المنظومة الأمنية والاستخباراتية الصهيونية، ليتخذ موخرًا بعض الخطوات على طريق طمس معالم الواقعة، بل والمنطقة بأكملها. بثت كتائب عز الدين القسام تقريرًا يعرض تفكيك الاحتلال لموقع "ناحل عوز" العسكري المحاذي لقطاع غزة، حيث أكدت المعلومات الواردة في مقطع الفيديو تفكيك الاحتلال لكامل الموقع العسكري الواقع على الحدود الشرقية لقطاع غزة، شرق حي الشجاعية، ويعد ضمن المنطقة الأمنية المحيطة بمستوطنة "ناحل عوز"، ويتكون الموقع من البرج المحصن الكبير التابع لكتيبة كيبوتس "ناحال عوز" والذي يحتوي على كاميرات مراقبة وأجهزة التحكم في النيران، والسور الأسمنتي الذي يحصن المكان، وغرف الإدارة والتحكم، وقد جهزه الاحتلال بإمكانيات يمكن للجنود بداخله من العمل باستقلالية ومراقبة الأجواء على الحدود الشرقية للقطاع. موقع "ناحل عوز" يعتبر نقطة سوداء في التاريخ العسكري والأمني للاحتلال الصهيوني، حيث سبق أن شهد هذا الموقع قبل أكثر من ثلاث سنوات عملية بطولية ونوعية قامت بها كتائب القسام، وذلك خلال العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة والذي ردت عليه الكتائب بعملية "العصف المأكول"، حيث تسللت تسعه عناصر نخبة من كتائب القسام عبر نفق إلى قوة متمركزة في منطقة ناحل عوز الإسرائيلية، وتمكنت من قتل 10 جنود من مسافه صفر وجرح آخرين وخطف سلاح أحد الجنود من نوع "تافور"، والعودة بسلام من خلال النفق نفسه، وأكدت حماس حينها أن "هذه العملية البطولية الجريئة جاءت ردًّا على العدوان ومجازر الاحتلال، مؤكدة للاحتلال أنها "ما زالت بكامل قوتها وعنفوانها، وإن لم يكن قد اكتفى بما تلقاه من ضربات، فإن مجاهديها ما زال لديهم الكثير". حاول الاحتلال كعادته التخفيف من الهلع والصدمة الإسرائيلية من خلال إخفاء الحقائق، حيث اعترف الاحتلال بمقتل 5 جنود وبقاء 2 على قيد الحياة من أصل 8 تواجدوا في الموقع حينها، حسب قوله، وهو ما نفته حماس بفيديو مصور عن العملية كاملة. مساء اليوم التالي للعملية عرضت كتائب عز الدين القسام فيديو لعملية الإنزال لعناصرها إلى موقع "ناحل عوز" العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة، وأظهر شريط الفيديو عناصر نخبة القسام وهي تقتحم الموقع العسكري وتجهز على عدد من جنود الاحتلال بعد اشتباك من نقطة صفر ثم يعود العناصر من نفس النفق الذي تسللوا منه، وتم عرض البندقية التي غنمها المقاومون خلال هذه العملية الفدائية التي أكدت الكتائب أنها قتلت فيها عشرة جنود إسرائيليين. عملية "ناحل عوز" لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة التي تثبت فشل الاحتلال في تأمين مواقعه العسكرية ومستوطناته التي تضج بالقوات الأمنية المدججة بالأسلحة دون فائدة، فالمقاومة طالما اخترقت مستوطنات العدو ومواقعه الحصينة ونفذت عمليات عجزت الأجهزة الأمنية عن استباقها أو إحباطها أو حتى تفسير كيفية القيام بها، وقد كان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة شاهدًا على تلقي الاحتلال درسًا قاسيًا في القوة العسكرية والمهارية وسرية عمليات المقاومة، وأبرز مثال على ذلك عملية "زيكيم" البحرية التي نفذتها الضفادع البشرية التابعة لكتائب القسام على قاعدة زيكيم العسكرية الإسرائيلية في عسقلان، يوم 8 يوليو عام 2014، حيث هاجم أربعة من الضفادع البشرية موقع زيكيم العسكري وقاعدة سلاح البحرية وأوقعوا خسائر محققة في صفوفها، وهو ما أكده قائد المجموعة في اتصال مع القيادة، وقد أظهر الفيديو المسرب من داخل الموقع تمكن مجاهدي القسام من ملاحقة آليات الاحتلال وتفجير إحداها من مسافة صفر، وقد استشهد المجاهدون بعد تعرضهم للقصف خلال انسحابهم من الموقع.