حالة من الخوف والهلع أصابت مصطافي الإسكندرية والساحل الشمالى منذ عصر أمس، إثر هجوم شرس من قناديل البحر على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، خاصة بعد تعرض الكثير من المصطافين ورواد الشواطئ للسع من هذه الكائنات البحرية التى تفرز مادة هلامية تسبب ألمًا شديدًا واحمرارًا بالجلد أشبه بالحرق. وأكد محمد قناوي، باحث بمعهد علوم البحار، أن سبب انتشار تلك القناديل على شواطئ الإسكندرية والساحل الشمالى هو انتقالها من البحر الأحمر عن طريق قناة السويس بعد توسيعها، حيث كانت البحيرات المرة التي تقع في نصف القناة تمنع هجرة قناديل البحر، ولكن بعد اقامة التوسعات تلاشت البحيرات المرة، ولم يعد هناك عائق في طريق القناديل. وقال مختار ربيع، أحد مسعفي الشواطئ، إنه تلقى عددًا كبيرًا من المتضرريين بلسع قنديل البحر، وإن الأعراض عبارة عن طفح جلدي بسيط، يزداد شيئًا فشيئًا، ويسبب التهابًا شديدًا وتورمًا للجلد، ويشعر المصاب عادة بحرقة في الجلد، وتبقى آثار اللسعة لمدة يوم تقريبًا قبل أن تزول، وعادة ما يحدث احمرار وتورم في الجلد، وقد تحدث أحيانًا بعض الحروق، وتسبب تشوهات دائمة، ولكن فى حالات نادرة. ونصح ربيع المصطافين بعدم لمس المنطقة المصابة بلسع قنديل البحر، ووضع المياه المالحة فوق مكان اللسع، ووضع كمية مناسبة من الخل والليمون؛ وذلك لمعادلة مادة اللسع قلوية التأثير، واستخدام المسكنات لتخفيف الآلام. وقامت وزارة البيئة بتشكيل مجموعة عمل متخصصة في مجال علوم البحار؛ لبحث ودراسة هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية التعامل معها، بالتنسيق مع أجهزة الوزارة وجهاز شؤون البيئة وفرع الجهاز بالإسكندرية والمحميات الطبيعية بالمنطقة الشمالية، وتبين أن النوع المتسبب في هذه الظاهرة هو Rhopilema nomadica، وأكد مسؤول بوزارة البيئة أن هذا النوع مسجل في البحر المتوسط منذ عقود، مشيرًا إلى أن انتشاره ظاهرة غير مسبوقة، وأن امتداده الجغرافي زاد على الساحل المصري، حيث كان يتركز في سواحل العريش وبورسعيد ودمياط، ولكنه امتد مؤخرًا إلى الساحل الشمالي الغربي، مؤكدًا أنها ظاهرة تستدعي مزيدًا من الدراسة، لا سيما وأن مصر مشتركة في شبكة رصد القناديل البحرية بالبحر المتوسط، والتي تشرف عليها المفوضية الأوروبية، وتتخذ من إمارة موناكو بفرنسا مقرًّا لها. وأضاف أن من ضمن أسباب ظهور قناديل البحر الانخفاض المتزايد للمفترسات الطبيعية للقناديل، ومنها سمكة الشمس، إضافة إلى السلاحف البحرية، التي تناقصت بشكل كبير، بعد الصيد الجائر لها، وازدياد المخلفات البلاستيكية، التي تخدع السلاحف وتبتلعها؛ ظنًّا منها أنها قناديل بحر، مما يؤدي إلى انسداد أنبوبها الهضمي وموتها.