يواجه الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله، الأزمة الأولى بعد توليه السلطة؛ حيث يجتاح الجفاف أنحاء البلاد، وهناك 5 ملايين شخص في الصومال معرضون لخطر الموت بسبب المجاعة، والآلاف بدأوا بالفعل يتدفقون على العاصمة بحثا عن الطعام، بعدما تعطلت جهود الإغاثة بسبب عدم وجود استجابة دولية لإنهاء الصراعات في المنطقة وتأزم الوضع. وقال موقع دويتش فيله، إن الصومال أعلنت رسميا السبت الماضي، أن 110 أشخاص لقوا حتفهم من الجوع خلال ال48 ساعة الماضية، ويزيد من تأزم الوضع، الجفاف الشديد الذي يهدد الملايين من الناس في جميع أنحاء البلاد. وأضاف الموقع أن إعلان عدد القتلى، يأتي بعد أربعة أيام فقط من إعلان الحكومة الصومالية "الجفاف كارثة وطنية تهدد الصومال بمجاعة كاملة"، وتقدر الأممالمتحدة أن هناك أكثر من 5 ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد بحاجة للمساعدات، وتركز عدد القتلى المعلن في منطقة الخليج بالجزء الجنوبي الغربي من البلاد. وتابع "دويتش فيله" أن هذه المنطقة التي ضربها الجفاف الواقعة على نهر شبيلي، الذي يعاني حاليا من الجفاف بسبب السدود الإثيوبية المقامة عليه والتي بلغت أربعة سدود, واحتفلت أديس أبابا بإنشائها، حسب ما أفادت الوسائل المحلية الإثيوبية, وأضافت بأن الإدارة فسرت إقامة السدود لتنفيذ مشاريع زراعية في مناطقها. واستطرد الموقع: ينبع نهر شبيلي من هضبة إثيوبيا, ويمتد لمساحات واسعة من الأراضي الصومالية, وخصوصا في محافظات هيران وشبيلي الوسطى وشبيلي السفلى، وتعتمد حياة سكان هذه المحافظات بشكل كامل على النهر, الذي يقدر بمساحة 1500 كم, 800 منها داخل الأراضي الصومالية, وعادة ما يشهد النهر، في مثل هذه الأيام، نضوبا في المياه بسبب غياب الأمطار, كما تشهد المحافظات الواقعة عليه فيضانات في المواسم المطرية, إلا أن ظاهرة الجفاف الكلي للنهر, لم يعرفها السكان إلا بعد إنشاء إثيوبيا سدودها . وأشار "دويتش فيله" إلى أن الصومال كانت واحدة من أربع مناطق خص به الأمين العام للأمم المتحدة الشهر الماضي في نداء المساعدات بقيمة 4.4 مليار دولار لتجنب الجوع والمجاعة الكارثية، التي تتماشى جنبا إلى جنب مع شمال شرق نيجيريا وجنوب السودان واليمن، وقال إنهم يرتبطون جميعا بخيط رفيع من الصراع العنيف. ولفت الموقع: الغريب، أن الأممالمتحدة أرجعت المجاعة في الصومال والجفاف للصراع والعنف في المنطقة بما فيها الاعتداءات المستمرة من قبل جماعة حركة الشباب المتطرفة، وتغافلت تماما أحد الأسباب الرئيسية والمتمثلة في السدود الإثيوبية. وأكد "دويتش فيله" أن هناك اكثر من 360 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في الصومال وبحاجة إلى علاج عاجل ودعم التغذية، كما يوجد 71 ألفا يعانون من سوء التغذية الشديد، وقال خبراء في الأممالمتحدة، إن العديد من المناطق تفتقر إلى المياه النظيفة، ما خلق تهديدا إضافيا لتفشي مرض الكوليرا وغيرها من الأمراض المعدية القاتلة، خاصة أن هناك ما لا يقل عن 699 شخصا لقوا حتفهم بسبب الكوليرا في منطقة باي الصومالية منذ يوم الجمعة الماضي فقط، ومعظم القتلى من الأطفال وكبار السن، أما المشكلة الأكبر، أن الجوع يجعل الناس عرضة للاستغلال وانتهاكات حقوق الإنسان من الشبكات الإجرامية والإرهابية. وأوضح الموقع أن النداء الإنساني للأمم المتحدة في الصومال عام 2017، قدمت من خلاله 864 مليون دولار، ومن شأن ذلك تقديم المساعدة إلى 3.9 مليون شخص، لكن برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة طلب مؤخرا خطة إضافية لتقديم 266 مليون دولار كمساعدات للقضاء على أثار الجفاف، لكن الصراع العسكري بين الحكومة حركة الشباب المتطرفة، أعاق جهود الإغاثة، خاصة أن الجماعة المتطرفة تمنع وكالات الإغاثة من الوصول إلى جزء كبير من البلاد.