أثار انتقاد الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، لصحيفة الأهرام، جدلا كبيرا في الوسط الصحفي والسياسي، بعدما أكد خلال الجلسة العامة التي شهدت إسقاط العضوية عن النائب محمد أنور السادات، بأغلبية 468 نائبا واعتراض 8 نواب، وامتناع 4 عن التصويت، وغياب 112 نائبا، أن الصحيفة تهاجم البرلمان، «رغم أننا بنصرف عليها»، بحسب تعبيره. وقال عبد العال: «المؤسسة تملك شركات وجامعات، لكنها للأسف الشديد ابتليت بإدارة ربما لا تديرها طبقا للمعايير الاقتصادية، وبالتالي شوهت الحقيقة»، وأضاف: «الهيئات الصحفية والإعلامية والمجلس الأعلى للإعلام سترى النور قريبا.. والصحف القومية ستعود قوية ومنتشرة وتؤدي الدور المنوط بها». على الجانب الآخر، رد الدكتور أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، على تصريحات رئيس مجلس النواب قائلا إن مؤسسة الأهرام عملاق الصحافة العربية أكبر من كل من يتطاول عليها بغير حق، وإنه لا ينزلق عادة إلى الرد على مهاترات الصغار، بحسب تعبيره. وأضاف النجار عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" : «عندما يتعلق الأمر بمسؤول لا يطيق أن تقوم الصحافة بدورها الرقابي والنقدي والكاشف للحقائق وهو جوهر دورها، وعندما يتعلق الأمر أيضا بمسؤول لا يزن الكلمات قبل إطلاقها بغير علم بشأن مؤسسة عظيمة لم يحلم البعض أن يدخلها أو حتى يسير أمامها فليس أمامي سوى الرد وبشكل رسمي، فما عاد في قوس الصبر منزع». وزاد: «للصبر حدود، وقد تم تجاوزها بالفعل، وعلى من أخطأ وبشكل علني في حق مؤسسة عظيمة هي عمود خيمة الصحافة والإعلام في مصر والمنطقة وهي الأكبر والأوسع انتشارا بفارق كاسح عمن يليها، عليه أن يعتذر وفي الاعتذار عن الخطأ فضيلة كبرى لو تعلمون». انتقاد رئيس النواب لصحيفة الأهرام يؤكد عدم تقبل المسؤولين في مصر للانتقادات والدور الرقابي الذي تؤديه الصحف وتكشف الحقائق وتوضيح الأخطاء للرأي العام، وقال رجائي الميرغني، الكاتب الصحفي ومنسق الائتلاف الوطني لحرية الإعلام، إن ملكية الدولة للصحف القومية لا تعني تسخيرها لخدمة السلطة، فالدستور والقانون ينصان على أن تمارس الصحافة دورها ورسالتها باستقلال دون أن يتحول الصحفي إلى موظف يخدم السلطة. وأضاف الميرغني ل«البديل» أن افتراض رئيس مجلس النواب بأن الصحف التي تنفق عليها الدولة لابد أن تكون تابعة له ولا تنتقد أخطاء البرلمان، ينم عن جهله باختصاصات السلطات، متابعا أن تصريحات عبد العال تعد نوعا من الإرهاب الفكري للصحافة عموما لمنعها من تأدية دورها والإشارة إلي الأخطاء التي تراها في مختلف المؤسسات. وأكد أن الصحافة بكل أنواعها، سواء خاصة أو قومية أو حزبية، لابد أن تكون تابعة للقارئ والمواطن وتتحدث باسمه وليس تابعة للنظام، ولذا فإن هجوم المسؤولين على الصحافة يأتي من طبيعة العلاقة التي يشوبها التوتر والاشتباك بين الصحافة والسلطة، فالأنظمة غير الديمقراطية هي التي تسعي لإخضاع الصحافة والإعلام لها لعدم الحديث وانتقاد ورقابة السلطة.