استخدم مصطلح "الصديق العدو" في البداية للإشارة إلى التحالف الضمني بين السعودية وإسرائيل ضد إيران، في أعقاب الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، ولكن في الوقت الراهن يبدو أن المصطلح يمكن استخدامه لوصف الصداقة بين روسياوتركيا. ومع ذلك تذهب العلاقات الروسية التركية إلى ما هو أبعد من التقارب غير المعلن والتصالح، على العكس من ذلك كل من الطرفين حريص على إظهار الرضا والتعاون بينهما، ومن غير الواضح حتى ما إذا كانت مصالح البلدين تلتقي حقًّا في سوريا أو أي مكان آخر. تركيا تتقرب من الموقف الروسي في سوريا، خاصة بعد اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، أندرية كارلوف، حيث تم قتله قبل يوم واحد فقط من القمة المقررة بين روسياوإيرانوتركيا، والتي تم فيها تجريد أنقرة من أي فرصة للاعتراض على الموقف الروسي الإيراني في سوريا بشكل عام، وبشكل خاص في مدينة حلب. هذه القمة أعلنت بشكل واضح إدانة ما سُمِّيَ بتغير النظام في سوريا، وهي تأكيد على فشل السياسة التركية تجاه سوريا، ولكن المكسب الوحيد لتركيا في هذه القمة هو ضمان وحدة سوريا بأنها "جمهورية عربية"، دون حكم ذاتي كردي، ومع ذلك فإن الموقف الروسي تجاه الحكم الذاتي الكردي في شمال سوريا لا يزال غامضًا نوعًا ما، ويمكن أن تستخدمه موسكو كأداة تجاه تركيا؛ للحفاظ على تناغمها مع السياسية الروسية. أما بالنسبة لآفاق تحالف تركياوروسيا بشكل عام، فإنه قد يكون أكثر تعقيدًا وأقل نفعًا مقارنة بتوقعات الحزب الحاكم، لأن في الواقع أي تحالف سياسي سيتم الاتفاق عليه لن يمكن للحكومة أن تفي به، لأن الحزب الحاكم بدأ بالفعل في إعادة كتابة تاريخ العلاقات بين تركياوروسيا، مع التركيز على العداوة المشتركة في التعامل مع القوى الغربية. يأمل مستشارو الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إعادة إحياء الإمبراطوريتين الروسية والتركية، كما أن وسائل الإعلام الموالية للحكومة تمتلئ بالمقالات التي توضح بالتفصيل المظالم التاريخية ضد كل من روسياوتركيا، وسط احتفال أنصار الحزب الحاكم بتحدي أنقرةوموسكو للغرب، فالتحالفات بين البلدين هي لعبة تبادل أدوار ضد المؤامرات الغربية في الشرق الأوسط. يبدو أن صانعي السياسة الروسية يرغبون في تعزيز العلاقات بين روسياوتركيا، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤخرًا، إن إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا في العام الماضي كان تحت ظروف مختلف، ملمحًا إلى أنه على استعداد لكتابة التاريخ الحديث مع تركيا. حتى الآن يلقي الحزب الحاكم تدهور العلاقات التركية الروسية على مجموعة جولن، ويبدو أن بوتين يتفق معهم على أنه جولن هو "العدو المريح"، والمسؤول عن ذلك. رئيس الوزراء السابق، أحمد داود أوغلو، والذي تفاخر بإسقاط أنقرة للطائرة الروسية، قد يكون أحد ضحايا التحالف الروسي التركي الجديد، ولكن هذه مشكلته وحده، فلا أحد في الدوائر الحكومية يهتم بأي شخص خرج من اهتمامات أردوغان. وأخيرًا تبدو روسيا سعيدة بسحب تركيا في المكان الذي تريد، فهي حليفتها التي اعتادت أن تكون حليفًا مهمًّا في حلف الناتو، والآن تستخدمها موسكو كورقة ضغط ضد التحالف الغربي. إلى جانب ذلك، حتى الآن طموحات تركيا في سوريا تم احتواؤها وتأطيرها ضمن السياسة الروسية. أما بالنسبة لتركيا فقد تخلت عن توقعاتها الكبيرة ووضعتها جانبًا. ولكن يبقى من غير الواضح ما الذي سيحدث، لو لم تقطع روسيا علاقتها بالغرب كما هو متوقع، خاصة فيما يتعلق بسوريا، وماذا لو اختار الرئيس الأمريكي المنتخب التقارب مع الكرملين، إلى جانب ذلك لا تعرف نتائج التحالف الروسي التركي وتأثيرها على مستقبل العلاقات التركية الإيرانية المشوهة وغير الواضحة. وأخيرًا سياسة روسيا بشأن الأكراد السوريين غير واضحة، ولكن الآن لا شيء يهم، إذا كان الحلم عظيمًا، مثل إعادة إحياء الإمبراطوريات. حرييت