شجعّ انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، المشرعين الإسرائيليين والمستوطنين اليهود على تقديم فكرة مثيرة للجدل وهي ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، وهي الفكرة التي يمكن أن تضرب الهدف المعلن منذ فترة طويلة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. منذ اتفاقية أوسلو في التسعينات، يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم على حدود الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي الوقت الراهن، فإن أي خطوة إسرائيلية لضم ولو جزء من الضفة الغربية وفرض القانون الإسرائيلي المتوقع ستثير سلسلة من الإدانات الأوروبية لإسرائيل، وأيضا إدانات من الشرق الأوسط. ولكن بعض مستشاري ترامب قالوا إن الولاياتالمتحدة لن تجبر كلا الطرفين على حل الدولتين، وإن هذا سيحدث تحولا كبيرا في سياسة واشنطن ويرفع آمال المستوطنين اليهود. غيرت الانتخابات الأمريكية أيضا الطريقة التي يناقش بها المسؤولون الإسرائيليون وضع الضفة الغربية علنا، حيث قال نفتالي بينيت، الزعيم المحافظ لحزب البيت اليهودي وعضو الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نوفمبر بمؤتمر عقد في القدس بعد الانتخابات: "لا يمكن الوصول لإقامة دولة فلسطينية، أنا أعارض ذلك، والبعض يفضل ذلك، وجميعنا نتفق أن هذا لن يحدث غدا". يدعو بينيت إلى إعطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية مدنا محددة ذات حكم ذاتي، وفرض القانون الإسرائيلي في أجزاء من الأراضي، مع زيادة الإنفاق على البنية التحتية لتحسين حياة الفلسطينيين والمستوطنيين اليهود على حد سواء. يوم الإثنين الماضي، أعطى الكنيست الإسرائيلي، موافقة مبدئية على التشريع المقترح من قبل حزب بينيت، والذي من شأنه أن يضفي شرعية على الآلاف من الوحدات الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية وهي في الأصل غير قانونية. المسؤولون في السلطة الفلسطينية والذين يحكمون مدن الضفة الغربية، أدانوا الحديث عن الضم الإسرائيلي، أما قطاع غزة فيخضع بشكل منفصل لحكومة حركة حماس، وقال شكري بشارة، وزير المالية الفلسطينية: "يمكن لإدارة ترامب جلب منظور جديد للصراع، وهذا الصراع يتطلب التفكير الإبداعي". يعتزم الفلسطينيون طرح مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل نهاية العام من شأنه أن يقر بعدم شرعية المستوطنات، وهم يأملون عدم اعتراض الولاياتالمتحدة على مثل هذه الخطوة، بالنظر إلى أنها دائما ما تعترض القرارات الإسرائيلية الخاصة ببناء المستوطنات. سياسة نتنياهو هي إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولكنه أيضا أشرف على بناء 30% من المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية منذ توليه السلطة للمرة الثانية في عام 2009، وفقا لمجلس "يشع"، وهي مجموعة غير حكومية ترصد أعمال المستوطنات. وقال جيسون غرينبلات، وديفيد فريدمان، اللذان شاركا في رئاسة لجنة سياسة إسرائيل في حملة ترامب، في بيان مشترك قبل الانتخابات، إن بناء المستوطنات اليهودية ليس عقبة في طريق السلام. وفي شريط فيديو، نشر على وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل الانتخابات، قال فريدمان، إن ضم الضفة سيسمح لإسرائيل باستيعاب الفلسطينيين. ليس من الواضح كيف سيطبق الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة، سواء من الناحية العملية أو من وجهة نظر القانونين الإسرائيلي والدولي، كما أن الخيار الأكثر راديكالية يتمثل في حل السلطة الفلسطينية وجعل المواطنيين في الضفة الغربية مواطنين إسرائيليين، مع جوازات سفر وحقوق تصويت كاملة في الكنيست. ومن جانبه، قال مهدي عبد الهادي، وهو فلسطيني رئيس مؤسسة باسيا البحثية ومقرها القدس، في إشارة إلى المدن الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية: "هناك أناس يقترحون وجود أعضاء من الكنيست في نابلس والخليل ورام الله"، ولكن الكثير من الفلسطينيين قد يعارضون هذا الاحتمال، فقد يرغب بعضهم في الحصول على جواز سفر إسرائيلي ولكن لن تنتابهم السعادة الغامرة بالحصول عليه. وول ستريت جورنال