في أول مشهد يقلل المخاوف من تحقيق اليمين المتطرف اختراق واسع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عدد من الدول الأوروبية، هُزم مرشح الحزب اليميني المتشدد، نوربرت هوفر، بالنسما في انتخابات الرئاسة، ما وضع حدًا لمختلف الأحزاب الشعبوية (اليمنية المتطرفة)، خاصة قبل انتخابات حاسمة في أكثر من بلد أوروبي، العام المقبل. وأقر حزب الحرية اليميني المتطرف بهزيمة مرشحه نوربرت هوفر، في الانتخابات الرئاسية بالنمسا أمام مرشح حزب الخضر، ألكسندر فان دير بيلين، وبهذه النتيجة، يتلقى اليمين المتطرف في النمسا وأوروبا عامة صفعة قوية، خاصة أنه يحاول توسيع نطاق انتصاراته في دول مختلفة من القارة العجوز؛ لكسب المزيد من النتائج الإيجابية في الاستحقاقات الوطنية والأوروبية، التي يجد فيها صعوبة بالغة في التقدم على بقية الأحزاب التلقيدية. وفور فوز مرشح حزب الخضر، فان دير، بالرئاسة النمساوية، تنفست أوروبا الصعداء التي تخشى اليوم قبل أي وقت مضى من وصول اليمين المتطرف إلى السلطة، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في بيان، إن "الشعب النمساوي اختار أوروبا والانفتاح"، فيما أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن الشعبوية (اليمين المتطرف) ليست قدرا بالنسبة إلى أوروبا"، فيما اعتبر وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، أن فوز فان دير بيلين "هو حقا خبر جيد لأوروبا". الرئيس وحزب الخضر وألغيت نتائج الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الأصلية في النمسا التي جرت في 22 مايو بسبب مخالفات في فرز الأصوات الواردة عبر البريد، ما تسبب فيه على الأرجح اختصار مسؤولي الانتخابات الوقت لدى تنافسهم لاستكمال الفرز، لتم تأجيل الإعادة بسبب عدم فاعلية اللاصق في الأظرف المستخدمة في التصويت عبر البريد، حتى أجريت الانتخابات الأخيرة. ورغم أن منصب رئيس الدولة في النمسا فخري، لكن فوز «اليمين المتطرف» كان سيشكل انتصارًا جديدًا للمعسكر الشعبوي بعد ستة أشهر من فوز مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث مثلت الانتخابات النمساوية اختبارا جديا لمدى قوة موجة الشعبوية التي تجتاح الديمقراطيات الغربية. وتأسس حزب الخضر الفائز بالانتخابات الرئاسية، عام 1986 في النمسا، وقائده فان دير بيلين، ولدى الحزب مقعدان في البرلمان الأوروبي، ويتخذ الحزب موقفا إيجابيا حيال موجات اللجوء الكبيرة، التي شهدتها أوروبا العام الماضي، إذ يدعو إلى ضرورة اتباع سياسة مفتوحة تجاههم، ويرفض أن يتم الربط بين الهجمات الإرهابية الأخيرة التي ضربت أوروبا بوجود اللاجئين. وجعل بيلين زعيم حزب الخضر، انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي محور حملته الانتخابية قائلا، إن "هوفر (اليميني المتشدد) يريد أن تجري النمسا استفتاء للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ما يعرض الوظائف للخطر في هذا البلد الصغير المعتمد على التجارة". وأوضح بيلين في آخر مناظرة تليفزيونية مع هوفر «دعونا لا نلعب بالنار، دعونا لا نلعب بمسألة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي»، مشيرا إلى أن هوفر قال في بادئ الأمر، إن النمسا قد تجري استفتاء خاصا بها في غضون عام قبل تراجعه عن ذلك. ويؤيد بيلين اتحادا أوروبيا مندمجا بشكل أوثق، مقارنة بهوفر، ودعا الأول الناخبين إلى التحلي "بالعقلانية وليس التطرف"، ورغم شرفية المنصب، ألا أن الرئيس يلعب أيضا دورا مهما في تشكيل الائتلافات. صعود اليمين المتطرف في النمسا وصعد حزب الحرية الذي يتزعمه هوفر، مثل ترامب وعدد من الجماعات الشعبوية في أوروبا، إثر تنامي حالة الغضب من المهاجرين، خاصة بعد أن أصبح المزاج العام في النمسا أقل تسامحا صوب اللاجئين، حيث شهدت النمسا تدفق 90 ألف شخص تقدموا بطلبات لجوء خلال العام الماضي، فيما يعتبر عدد سكانها من أعلى المستويات في أوروبا، الأمر الذي شكل نقطة كبيرة في الحملة الانتخابية، وقال هوفر سابقا، إنه لو كان رئيسا، ربما كان أقال الحكومة النمساوية بسبب قرارها بالسماح لتسعين ألف شخص العام الماضي بدخول البلاد في ذروة أزمة الهجرة. وفي إشارة إلى تحالف جميع الأحزاب اليمنية المتطرفة في أوروبا، غردت زعيمة "الجبهة الوطنية" مارين لوبن، عبر تويتر على هزيمه صديقها هوفر، قائلة: "أهنئ حزب الحرية الذي خاض المعركة بشجاعة.. النصر سيتحقق في الانتخابات التشريعية المقبلة"، كما علق اليميني المتطرف في هولندا، خيرت فيلدرز كون "حزب الحرية قاتل بشجاعة"، وفيلدرز معروف في الأوساط الهولندية بتصريحاته المعادية للمهاجرين والإسلام، ومثل أمام القضاء في مناسبات عديدة بسبب ذلك.