«مشتاقين يا ناس للبيت لنبع الحبايب لبلاد النخيل والغيط هيعود اللي غايب مشتاقين يا ناس لبلاد الذهب» بلاد الذهب كما يطلق عليها هي أرض النوبة المأخوذة من كلمة «نوب»الهيروغليفية بمعنى الذهب، وسبب التسمية ببلاد الذهب أنه في عهد الفراعنة كانت هذه المنطقة تحتوي على العديد من مناجم الذهب في منطقة وادي العلاقي. يعاني النوبيون من دفع ثمن بناء السد العالي، حيث تم تهجيرهم من أرضهم التي عاشوا فيها آلاف السنين، والتي دُفِن في ترابها آباؤهم وأجدادهم. الأراضي النوبية المندثرة «خدنا ومشينا والأيام خدتنا رحلة وعودة».. بدأت أول هجرة للنوبيين مع بناء خزان أسوان عام 1902 الذي ارتفع معه منسوب المياه خلف الخزان؛ ليغرق عشر قرى نوبية، وتم تهجيرهم، وبعد ذلك حدثت التعلية الأولى لخزان أسوان عام 1912، وارتفع منسوب المياه، وأغرق ثماني قرى أخرى «قورتة والعلاقي والسيالة والمحرقة والمضيق والسبوع ووادي العرب وشاترمة»، وبعد ذلك جاءت التعلية الثانية للخزان عام 1933، وأغرقت معها عشر قرى أخرى، هي «المالكي وكروسكو والريقة وأبو حنضل والديوان والدر وتوماس وعافية وقتة وأبريم وجزيرة أبريم»، ومع بداية خمسينيات القرن الماضي بدأت الدراسات لإقامة السد العالي، وتم ترحيل أهالي النوبة من خلف السد عام 1963 إلى هضبة كوم امبو. التعويضات يذكر ماهر ذكي، السياسي النوبي في كتابه إجمالي الميزانية التي تم صرفها في عملية التهجير في البنود الآتية، بناء مساكن النوبة الجديدة ب 18450000 جنيه، والتعويضات للأهالي 200 ألف جنيه، وتكاليف حصر الممتلكات 462 ألف جنيه، والمساعدات والإغاثة 820 ألف جنيه، والنقل المائي 300 ألف جنيه، والنقل البرى 84 ألف جنيه، والمصروفات الإدارية 250 ألف جنيه، وتكاليف إصلاح 15 ألف فدان بكوم امبو 4366000 جنيه، والإجمالي العام 24932000 جنيه. وبيَّن أن قيمة التعويضات التي تقدر ب 200 ألف جنيه أقل من المصروفات الإدارية التي قدرت ب 250 ألف جنيه، وهذا يوضح مدى الغبن الواقع على النوبيين. النوبة القديمة توضح الخرائط أن النوبة القديمة كانت تضم ما يزيد على 43 قرية، هي: مرواو – ماريا – جرف حسين – كلابشة – أبو هور – السيالة – المحرقة – كستمنة شرق – كشتمنة غرب – الدكة – دهميت – أمبركاب – دابود – قرشة – العلاقي – قورتة ثاني – قورتة أول – قورتة ثالث – وادي العرب – كروسكو – أبو حنضل – سنقاري – السبوع – شاترومة – المالكي – الديوان – الدر وتنقالة – إبريم – قتة – الجنينة والشباك – مصمص – عنيبة – أرمنا – توشكي غرب – توشكي شرق – أبو سمبل – قسطل – بلانة أول – بلانة ثاني – بلانة ثالث – أدندان – توماس وعافية – دار السلام. الأراضي الزراعية في بلاد النوبة اختلفت التقديرات حول الأراضي الزراعية في بلاد النوبة، فبينما قدرت وزارة الشؤون الاجتماعية قبل التهجير أن حجم الأراضي الزراعية 15 ألف فدان، ونتيجة لتعديلات خزان أسوان انحسرت المساحة المحصولية من 25898 فدانًا عام 1929 إلى 13661 عام 1939، أكد الناشط النوبي إبراهيم عبد الرسول، المحامي، أن حجم الأراضي الزراعية ببلاد النوبة قبل التهجير حوالي 75 ألف فدان قبل التهجير على ضفاف النيل جنوب مصر. عدد السكان قبل التهجير أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية في إحصائيات عملية التهجير وحصر كل سكان النوبة المقيمين في بلاد النوبة القديمة أن سكان النوبة مع عملية التهجير عام 1963م بلغ 47084 شخصًا، وعدد الأسر 14682 أسرة، بخلاف السكان الذين هاجروا للعمل أو الإقامة في قرى ومدن أخرى داخل مصر والسودان. آخر الإحصائيات أصبح مركز مدينة نصر النوبة هو العاصمة التي تضم أغلب قرى النوبة التي تم تهجيرها عام 1963. يقع شرق مركز كوم امبو ودراو، وتبعد مدينة نصر النوبة عن مدينة أسوان حوالي 60 كم، ويبلغ عدد سكان المركز حوالي 69764 نسمة، وعدد الأراضي الزراعية حوالي 46672 فدانًا، وتضم عاصمة النوبة 8 مجالس. 1-مجلس مدينة نصر ويضم قرى «نصر – كروسكو – أبو حنطل – الريقية – الدر- الديوان»، وعدد السكان 5660 شخصًا، والأراضي الزراعية 1365 فدانًا. 2- مجلس محلي كلابشة عدد السكان 898 شخصًا، والأراضي الزراعية 1076 فدانًا. 3- مجلس محلي بلانة ويضم قرى «بلانة أول – بلانة ثاني – بلانة ثالث – دار السلام – أدندان»، وعدد السكان 13544 شخصًا، والأراضي الزراعية 4876 فدانًا. 4- مجلس محلي أبو سمبل ويضم قرى «أبو سمبل – توشكي شرق – توشكي غرب – قسطل – توماس – عافية». عدد السكان 10670 شخصًا، والأراضي الزراعية 5150 فدانًا. 5- مجلس محلي عينيبه ويضم قرى «عينيبه – أرمنا – مصمص – أبريم – الجنية والشباك». عدد السكان 9256 شخصًا، والأراضي الزراعية 5196 فدانًا. 6 – مجلس محلي المالكي ويضم قرى «المالكي – السبوع – السنقاري – شاترمة – وادي العرب». عدد السكان 5713 شخصًا، والأراضي الزراعية 1944 فدانًا. 7 – مجلس محلي قورتة ويضم قرى «قورتة أول – قورتة ثاني – قورتة ثالث – العلاقي – قرشة – المضيق – ماريا – جرف حسين – مرواو – أبوهور – السيالة – المحرقة». عدد السكان 7480 شخصًا، والأراضي الزراعية 3806 فدادين. 8 – مجلس محلي الدكة ويضم قرى «الدكة – دابود – دهميت – كشتمة شرق – كشتمة غرب – أمبركاب». عدد السكان 11502، والأراضي الزراعية 3472 فدانًا. حق الرجوع إلى الأرض «نادرين لما نرجع تاني لبلاد الجمال رباني».. ظهر تمسك النوبيين بحق الرجوع إلى أراضيهم من خلال المطالبات بالعودة إلى بلاد النوبة القديمة وتسمية أماكن سكنهم الجديدة التي حصلوا عليها بعد التهجير بنفس أسامي القرى القديمة. قصة أرض توشكى تأسس مشروع توشكى بمنطقة المفيض؛ لخلق دلتا جديدة جنوب الصحراء الغربية موازية للنيل, تساهم في إضافة مساحة تصل إلى 540 ألف فدان للرقعة الزراعية, يتم ريها بمياه النيل, عبر ترعة الشيخ زايد التي تبلغ حصتها من المياه حوالي 5.5 مليار م3 سنويًّا، والتي يتم ضخ مياه النيل إليها من خلال محطة الرفع العملاقة (مبارك). تم تصميم المحطة بحيث يكون أقصى رفع استاتيكي لها حوالي 52.5 متر, وأقصى تصرف للمحطة 300م3/ثانية, أي حوالي 25 مليون م3/يوم, والمحطة مصممة بما يضمن استمرارية تشغيلها عند انخفاض منسوب المياه ببحيرة ناصر إلى أدني حد للتخزين الحي وهو 147.5م, وتتكون المحطة من 21 وحدة طلمبات: 18 أساسية + 3 احتياطية, وبلغت التكاليف الإجمالية لإنشاء المحطة 1480 مليون جنيه. كان الهدف من المشروع التغلب على الفجوة الغذائية, وتعظيم عائد الموارد المتاحة، وزيادة الصادرات الزراعية؛ مما يساعد في تقليل العجز في الميزان التجاري، وتوفير فرص عمل للكثير من الشباب، خاصة من شباب صعيد مصر، وتشجيع إعمار وإسكان وتنمية هذه المناطق؛ لتخفيف الضغط البشري على وادي ودلتا النيل. ولكن ظهر الفساد في المشروع، حيث قرر النائب العام المصري في 11 إبريل 2011 التحفظ على أراضٍ تابعة لرجل الأعمال الأمير الوليد بن طلال بتوشكى، بعدما تبين أن عملية البيع تمت بالمخالفة للقانون، وهي ما عُرفت بقضية نهب أراضي الدولة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.