أعدت وكالة 'رويترز' للأنباء، تقريرا عن الفترة التي قضاها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، طالبًا في كلية الحرب الأمريكية في الولاياتالمتحدة، وصفته فيه بأنه كان 'جادًا وهادئًا، وأنه كان يؤم المصلين بالمسجد القريب منه، وأن كتاباته كانت تعكس وعيه بأن ضمان الديمقراطية في الشرق الأوسط ربما يكون مليئا بالصعوبات'. وجاء في التقرير، الذي أعده فيل ستيورات، مراسل الوكالة في وزارة الدفاع الأمريكية 'بنتاجون'، معتمدًا فيه علي معلومات جمعها من الأماكن التي كان 'السيسي' يدرس بها ويتردد عليها، ومن أصدقائه ومدرسيه، أنه 'علي عكس الصورة المنتشرة اليوم ل'السيسي' بالزي العسكري المرصع بالميداليات، فإنه في الكتاب السنوي لأكاديمة الحرب العسكرية الأمريكية عام2006 كان مبتسما في حفل بمدينة كارليسل بولاية بنسلفانيا، وبدا مسترخيا، وهو يرتدي قميصًا أصفر اللون'. وقالت الوكالة إنه 'كانت هناك صور ل'السيسي' أثناء زيارته موقعا لمعارك الحرب الأهلية الأمريكية، وصورة أخري لعائلته تم التقاطها خلال حضورهم حفل 'الهالوين'، حيث وقفت زوجته وابنته بجوار امرأة ترتدي زي كليوباترا'. وأضافت الوكالة، في تقريرها باللغة الإنجليزية، أن 'صور الكتاب الدراسي السنوي لعام 2006 الموجود في مكتبة الأكاديمية في مدينة كارلايل تُذكر بأنه لم يمض وقتا طويلا علي قضاء قائد الجيش، الذي يحكم مصر حاليا، عاما أكاديما ضمن الزمالة العسكرية في هذه البلدة الأمريكية الصغيرة'. وتابعت 'رويترز': 'في كارلايل، أعطي 'السيسي' انطباعا في المسجد المحلي والكلية نفسها بأنه طالب جاد، وتعكس كتاباته وعيه بأن ضمان الديمقراطية في الشرق الأوسط ربما يكون مليئا بالصعوبات'. وقالت الوكالة إنه 'منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي تركزت مناقشة النفوذ الأمريكي المحدود علي مصر في المساعدات العسكرية التي تقدمها الولاياتالمتحدة للبلاد، وتقدر ب1.3 مليار دولار سنويا'، لكن دعاة برامج الزمالة الدولية يقولون إن 'الروابط الثقافية في أماكن مثل كالاريل ربما تكون أكثر أهمية من بناء علاقات دائمة بين الولاياتالمتحدة ومصر'. وأضافت الوكالة أنه 'رغم الصراع مع إدارة أوباما بشأن قمع 'السيسي' أنصار مرسي، لا يزال 'السيسي' يحافظ علي اتصال منتظم مع واشنطن، وأجري نحو16 مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي، تشاك هاجل، منذ عزل مرسي الشهر الماضي'. ونقلت الوكالة عن قائد كلية الحرب الأمريكية، أنتوني كوكولو، قوله: 'أراهن علي أن الانغماس الكلي في الغرب خلال الفترة التي قضاها 'السيسي' في الولاياتالمتحدة هو الذي ساهم في حقيقة إبقاء خطوط الاتصالات مفتوحة معه'. وقالت الوكالة إن ''السيسي' تجاهل تحذيرات 'هاجل'، وآخرين قبل الإطاحة بمرسي وبعدها، ورفض مجددا دعوات ضبط النفس لقوات الأمن خلال فضها معسكرات أنصار الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس الجاري'. وأشارت 'رويترز' إلي 'اعتراف وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاجل، بأن قدرة الولاياتالمتحدة علي النتائج في مصر محدودة، وأن كل الدول يكون نفوذها محدودا علي القضايا الداخلية لدول أخري'. وأضافت الوكالة أن ''السيسي' بدا أكثر تحفظا عن الآخرين من زملائه خلال المناقشات الدراسية في عام 2006، ربما بسبب طبيعته أو حذره من أن تعليقاته ربما تعود لتطارده'، ونقلت الوكالة عن شريفة زهير، التي درّست ل'السيسي' قولها إنه 'لم يكن يتحدث كثيرا، لأنه كان مدركا أن أي شيء يقوله يمكن أن يتم تكراره'. كما نقلت 'رويترز' عن مستشار الكلية، ستيف جاراس، قوله إن 'السيسي كان جادا وهادئا، حتي في المناسبات الخارجية، مثل حضوره تجمعا لمشاهدة 'سوبر باول' في بيت جاراس'. وقالت الوكالة إن 'من يعرفون 'السيسي' خلال فترة دراسته في أمريكا يصفونه بأنه كان شخصا متشككا للغاية إزاء ما تقوله الولاياتالمتحدة عن كيفية تأسيس الديمقراطية في العراق في خضم الحرب، التي شهدها بعد الغزو الأمريكي'. وفي تعليق له ينذر بالأزمة الحالية في مصر، كتب 'السيسي' في مشروعه البحثي، أن 'الديمقراطيات الناشئة من المرجح أن تكون أقوي دينيا أكثر مما كان عليه الغرب'، مضيفا أن 'التاريخ أثبت أنه في السنوات العشر الأولي من الديمقراطية الحديثة من المرجح أن يحدث صراع سواء خارجيا أو داخليا مع نضوج الديمقراطية الجديدة، وببساطة تغير الأنظمة السياسية من الحكم الاستبدادي إلي الحكم الديمقراطي لن يكون كافيا لبناء ديمقراطية جديدة'، حسبما كتب. وأضافت الوكالة أن 'بعض كتابات 'السيسي' تبدو ساخرة، نظرا لأنه قاد الإطاحة برئيس معروف عن أنه إسلامي، ولكنه منتخب شعبيا'، مشيرة إلي 'انتقاد البعض قيادة مرسي أنها فشلت في بناء حكومة شاملة، ولم تحكم بشكل ديمقراطي'. وَأَضافت الوكالة أن 'السيسي أشار في بحثه إلي فوز حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' بالانتخابات في فلسطين عام 2006، ودعا إلي إعطاء الأحزاب المنتخبة شرعيا الفرصة للحكم'. وكتب 'السيسي'، حسبما جاء في تقرير الوكالة، أن 'العالم لا يمكن أن يطالب بالديمقراطية في الشرق الأوسط، بعد إدانته فوز ما يبدو أنه الطرف الأقل ولاء للغرب، بالشرعية'. ونقلت الوكالة عن قائد الكلية، كوكولو، قوله إن 'السيسي طلب ألا يتم نشر بحثه بشكل عام، لكنه تم تداوله علي نطاق واسع'. وتابعت الوكالة أن 'السيسي عاش في شارع خلاب في مركز مدينة كارلايل التاريخية، حيث تتدلي الأعلام الأمريكية من الشرفات الأمامية، وكان منزله قريبًا من الكلية، التي كان يدرس بها نجله'. وأشارت الوكالة إلي أن 'البعض يتذكر 'السيسي' بكل حرارة في المسجد القريب، ويصفونه بأنه رجل متدين كان يؤم بعض الصلوات'، ونقلت عن أحد المترددين علي المسجد يدعي عبد المجيد عبود، قوله إنه 'كان رجلا مهما، واعتاد أن يصلي معنا'، وحسب التقرير فإن مدينة كارلايل لم تكن التجربة الأولي ل'السيسي' في الولاياتالمتحدة، فقد حصل علي تدريب أساسي عام 1981 في ولاية جورجيا. ونقلت 'رويترز' عن فرانك فيليبس، وهو ضابط جيش أمريكي متقاعد كان صديقا ل'السيسي' حينها، قوله إن 'السيسي كان إماما للطلاب المسلمين المشاركين في هذا التدريب، وكان متدينا وليس متعصبا'، ووصفه بأنه 'شخص وطني قوي'. ويحكي 'فيليبس' أنه ذهب مع السيسي يوما ما للبحث عن خاتم خطوبة في كولمبوس بجورجي، وعندما وضع فيلبس وديعة علي الخاتم بما يمكنه من شرائه لاحقا، وهي طريقة شائعة في الولاياتالمتحدة، وغير معروفة بشكل عام في مصر، عرض 'السيسي' أن يدفع ثمنه حتي يستطيع أن يأخذه معه إلي مصر، ورفض 'فيليبس' ذلك بلطف، لكنه قدر العرض وقال عنه إنه 'رجل صلب'. ونقلت الوكالة عن 'فيليبس' أن 'السيسي سيفعل ما هو في صالح مصر، وأنه يقدر وجهة النظر الأمريكية، بسبب تجربته في الولاياتالمتحدة'.