اكد مسؤولون أمريكيون، اليوم الإثنين، إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أوصي رسمياً بترشيح السفير روبرت فورد، المبعوث الأمريكي السابق في سوريا، ليشغل منصب سفير واشنطنبالقاهرة خلفاً لآن باترسون، وهي الخطوة التي وصفوها بأنها قد تلعب دوراً حاسماً في وقت يتزايد فيه الاضطراب في مصر. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته، الإثنين، عن المسؤولين قولهم إن 'كيري' أوصي بتعيين 'فورد'، الذي اشتهر باسم 'الرجل الناري'، في هذا المنصب في وقت تتكاثف فيه المساعي الأمريكية والأوروبية للتوصل إلي حل سلمي ينهي الأزمة السياسية في مصر، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إلا أن طلب الترشيح لا يزال يحتاج إلي موافقة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قبل عرضه علي مجلس الشيوخ بالكونجرس للتصديق علي اسم ذراع الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. وجاء ترشيح فورد بعد قرار أوباما رسمياً بترشيح باترسون لتكون مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي أكدت مصادر دبلوماسية بالسفارة الأمريكيةبالقاهرة لالمصري اليوم أنه رغم ترشيح باترسون بالفعل لتولي منصب رفيع المستوي بواشنطن، غير أنها شددت علي أن هذا الترشيح لا يعتد به إلا بعد موافقة الكونجرس الأمريكي، الذي لايزال في إجازة برلمانية، وسيعاود العمل في سبتمبر المقبل. وقالت الصحيفة إن 'فورد' تم ترشيحه للعب دور حاسم وخطير في وقت تصاعد الاضطرابات وارتفاع العداء للولايات المتحدة في مصر، أكبر حليف عربي لواشنطن، واختيار السفراء الأمريكيين في القاهرة يعد أبرز المهام الدبلوماسية الأكثر أهمية بالنسبة لأوباما وسط حالة الاضطراب السياسي في البلاد. ووصفت الصحيفة فورد بأنه إحدي أذرع واشنطن في الشرق الأوسط ومتحدث بارع باللغة العربية، ودوره كان فعالاً في سوريا، وتحدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد قبل سحب الدبلوماسيين الأمريكيين حفاظا علي سلامتهم. واعتبرت نيويورك تايمز أن فورد يواجه منصباً صعباً في القاهرة بسبب التباس السياسة الأمريكية في مصر، خاصة في ظل ممارسات السفيرة السابقة، التي كانت توصف بأنها داعمة لالإخوان، وتجسد ذلك في نقل الصحيفة تصريحات للصحفي مصطفي بكري قال فيها: 'باترسون' تعتبر من خلايا الإخوان النائمة، التي من المحتمل تجنيدها من قبل قيادة الإخوان. أوضح الخبير السياسي فالي نصر، عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية في تصريحات للصحيفة، أن جزءاً من مشكلة باترسون هو مواجهتها لفراغ السياسة المصرية، مضيفاً أنه إذا ذهبت 'باترسون' لمقابلة الإخوان يفسرها البعض أنها مؤيدة للإخوان، وإذا قابلت الجيش يعتقد الإخوان أنها أعطت الضوء الأخضر لإطلاق النار. وأضاف: 'فورد' سيواجه نفس المعضلة إلا إذا كانوا في إدارة أوباما أكثر وضوحاً بشأن أهدافهم. من جانبها، أشارت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية إلي أن 'باترسون' منذ توليها منصب السفيرة الأمريكية في القاهرة في عام 2010 تعرضت لانتقاد حاد من قبل النظام في مصر علي خلفية المساعي الأمريكية للتدخل في شؤون مصر الداخلية.