رسالة كانت لها تداعياتها على إسرائيل، وجسدت نذر جولة جديدة من الصراعات التي قد تغير وجه المنطقة، والتي بدأت في 22 أبريل الماضي عندما أطلق من سوريا صاروخ أرض جو ليسقط في منطقة النقب بالقرب من مفاعل ديمونا النووي قاطعا بذلك ما يزيد على مائتي كيلومتر فوق القبة الحديدية دون أي اعتراض له بحيث باتت أشد منشآت إسرائيل أهمية في مرمى نيران التحالف الإيرانى السورى.إنه الصاروخ المزود برأس متفجر والذى اخترق الدفاعات الإسرائيلية المفروض أنها أكثر حصانة. الحادث كان استثنائيا، وشكّل تهديدا وجوديا للكيان الصهيونى، وهز الثقة الإسرائيلية في المؤسسة العسكرية، وأصاب إسرائيل بحالة رعب وارتباك دفعتها لعقد اجتماع أمنى طارئ لبحث إمكانية التعاطي مع الحدث ومع تطوراته لا سيما بعد أن فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصاروخ لتؤكد أنها ليست إلا أكذوبة. سقوط الصاروخ بالقرب من مفاعل ديمونا النووي قاطعا بذلك ما يزيد على مائتى كيلومتر فوق القبة الحديدية دون اعتراض له، دفع بوزير الدفاع السابق" أفيغدور ليبرمان" إلى القول بأنه "لا توجد حكومة تعمل، وأن قوة الردع تآكلت، وأن نيتانياهو غفا خلال الحراسة لأنه منشغل بالشئون الشخصية، وأن على الكنيست الخروج من حالة الشلل التي هو فيها لكى تجتمع لجنة الخارجية والأمن التابعة له وتدرس استعدادات المؤسسة الأمنية لحالة التصعيد مقابل سورياوإيران ومن الجيش وكلما كان هذا أقرب كان أفضل". حادثة الصاروخ كانت استثنائية، وظهرت إسرائيل مرتبكة مترنحة أمام الصاروخ المذكور مما دفع بشبكة الإعلام الصهيونية إلى أن تتساءل: " ماذا لو أن عدة صواريخ أكثر تطورا قد استهدفت الموقع؟ وكما قالت إيران فإن الصاروخ المذكور بعث برسالة قوية لإسرائيل مفادها أن مناطقها الحساسة ليست محصنة، خاصة بعد أن فشلت منظومتها الدفاعية في التصدي للصاروخ. ولم تملك إسرائيل إلا أن تتوعد طهران بأنها ستوسع نطاق ضرباتها خلال الفترة المقبلة ضد الأهداف الإيرانية الإستراتيجية في سوريا. ولكن مهما هددت إسرائيل فإن الحقيقة الجلية اليوم تقول بأن الصاروخ الذي انطلق من سوريا باتجاه الكيان الصهيوني كشف عورة إسرائيل وهو ما قد يؤشر لمرحلة جديدة. مخاوف إسرائيل ازدادت اليوم بعد واقعة الصاروخ الذي استهدفها في عقر دارها، وفشلت منظومة الدفاع الصاروخية لإسرائيل في التصدي له، ولهذا بادرت وزارة الدفاع الإسرائيلية ففتحت تحقيقا عاجلا حول أسباب ما حدث خاصة وأن إسرائيل كانت قد تحدثت قبل أسابيع عن تعزيزات للدفاعات الجوية حول مفاعل ديمونا وميناء إيلات تحسبا لأى هجوم محتمل بصاروخ بعيد المدى، أو بطائرة مسيرة تشنه قوى تدعمها إيران. وتشعر إسرائيل اليوم بالرعب من ترسانة الصواريخ الباليستية لا سيما أن إيران تمتلك واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، إن لم تكن هي الأكبر بالفعل. ويزيد من مخاوف إسرائيل أن إيران قد تمكنت من تطوير قدرتها على إطلاق الأقمار الصناعية لتكون واحدة من بين دولتين التي تملك هذه القدرات المتطورة لتحتل هي المرتبة الأولى وتحتل إسرائيل بعدها المرتبة الثانية في منطقة الشرق الأوسط حيث يتراوح النظام الصاروخي لإيران ما بين 45 كيلومترا وعشرة آلاف كيلومتر، ولهذا تشعر إسرائيل بالرعب إزاء ترسانة الصواريخ الإيرانية، وهى المنظومة التي تضم أنواعا متفاوتة المدى، كما تضم صواريخ باليستية ومجنحة بعيدة المدى، إضافة إلى صواريخ خارقة للدروع والتي يمكن استخدامها ضد أهداف بحرية. وللحديث بقية..