ولأن التجربة هى التى تحكم، فلقد أثبت الإخوان خلال تجربة الحكم لعام كامل أنهم ليسوا أهلا للمسئولية، وأنهم أعداء للحياة والرقى والتحضر، وأنهم دعاة عنف وتطرف، ولا أدل على ذلك من أن رموزهم اليوم بعد أن أطيح بهم قد شرعوا فى التهديد والوعيد وغاب عنهم أن كل تصرف يقومون به يوقعهم فى هوة عميقة تمنح الجيش مبررا لاجتثاثهم وتعبئ شعب مصر بكراهيتهم. كما أن محاولاتهم المستمرة لتعكير صفو البلد سلط الضوء عليهم كجماعة تكفيرية تشكل خطرا ماحقا على أى مجتمع يوجدون فيه. ومن ثم لا عجب أن لفظهم الجميع وتمنوا لهم الاختفاء الطوعى لينعم المشهد المصرى بالهدوء والسكينة وراحة البال، فهم أكبر منغص فى الوجود بمشروعهم اللاأخلاقى ومحاولاتهم المستميتة للصيد فى الماء العكر والتحريض على ممارسة العنف. لقد أثبتوا من خلال أفعالهم أن من صنفهم باعتبارهم فئة محظورة خلال الحقب الماضية كان على حق، فأفعالهم وثقت جرائمهم وجاءت كأكبر شهادة إدانة لسلوكياتهم المنفرة التى لا يمكن لأى مجتمع متحضر القبول بها وإلا حكم على نفسه بالتخلف. ولعل ما حدث ويحدث لسيناء اليوم هو إحدى الجرائم الكبرى التى زرعها الحكم البائد لجماعة الإخوان وخرجوا بها عن معايير الوطنية والانتماء لمصر المحروسة. وما كان لعاقل أن يصدق أن يلجأ نظام حكم فى مصر إلى ترسيخ بؤر إرهابية فى سيناء لتكون أداة لإشغال الجيش المصرى بنتوءات إجرامية مخولة من قبل الحاكم الإخوانى بالقيام بعمليات مداهمة يومية ضد نقاط الجيش والشرطة فى سيناء!!. نعم وللأسف فإن حقبة « مرسى» وأعوانه هى التى احتضنت الإرهابيين التابعين للقاعدة ولعناصر من حماس ومنحتهم شرعية غير مسبوقة ليعيثوا فسادا فى سيناء ويشكلوا تهديدا للأمن القومى المصرى من خلال الجرائم التى يرتكبونها ضد الكمائن الأمنية ومواقع الجيش. وتكفى واقعة قتل 16 جنديا بدم بارد فى شهر رمضان من العام الماضى وتعمدت حكومة الإخوان طمس الحقيقة وإهالة التراب على القضية حتى لا تكشف النقاب عن الفاعل. وهى سابقة شجعت من قام بها على تكرارها بعد ذلك من خلال المداهمات اليومية لنقاط الجيش والشرطة وسقوط الضحايا بين قتلى وجرحى دون القبض على الفاعل. ولعل ماحدث ويحدث فى سيناء هو أحد الأسباب التى أدت إلى اندلاع ثورة الملايين فى الثلاثين من يونية ضد نظام الإخوان الفاشى الرجعى المستبد. ويظل الشكر موصولا لجيش مصر العظيم الذى دعم تلك الثورة الميمونة التى أطاحت بعصابة الإخوان التى بغت فى الأرض ومارست الإقصاء وحرضت ضد الآخر وأوصلت المصريين إلى حالة احتراب أهلى. ولهذا خرج المصريون بعد أن فاض بهم الكيل للدفاع عن هويتهم ضد الارهاب والتهديد ولغة الوعيد التى تبنتها الفئة الضالة التى سرقت مصر عاما كاملا من خلال حكم « مرسى» وبطانته ولم يخلفوا غير مناخ الكراهية والحقد ووقائع التحريض على القتل الممنهج على الهوية. حمدًا لله لقد تنفسنا الصعداء بعد زوال هذا الكابوس الذى ندعو الله أن يكون زواله أبديا.. زوال بلا رجعة.